الدين البهائي
"لتكن رؤيتكم عالمية ..." -- حضرة بهاء الله
"لو رزقت قليلًا من زلال المعرفة الإلهيّة لعرفت بأنَّ الحياة الحقيقيّة هي حياة القلب لا حياةُ الجسد ..." -- حضرة بهاء الله
"إن دين الله ومذهب الله يهدف إلى حفظ واتحاد واتفاق العالم والمحبة والألفة بين اهل العالم." -- حضرة بهاء الله

الادارة البهائية

مقدمة

يعتبر البهائيون العهد الخاص لحضرة بهاء الله أحد خصائص دينهم المميزة والذي من خلاله سيتأسس النظام العالمي المستقبلي والحضارة العالمية. إنَّهم يؤمنون بأنَّ نواة ونموذج هذا النظام العالمي المستقبلي موجود في الأحكام والقوانين والنظام الإداري الذي جاء به مشرّع هذا الظهور وقام بتطبيقه وتطويره حضرة عبد البهاء وحضرة شوقي أفندي. ولهذا السبب يكرّس البهائيون الكثير من وقتهم وجهدهم في سبيل تطوير مؤسسات جامعتهم. هذه المؤسسات المتفرعة من النظام الإداري البهائي تعمل، ليس فقط لحل المشاكل واتخاذ القرار الجماعي فحسب بل تأخذ في الاتساع والنمو والتطور حتى تظهر منها الطاقة الإﻟٰﻬﻴﺔ الكامنة بالتدريج مثلما تظهر من الإنسان طاقاته البشرية الكامنة من خلال بذل الجهد والمثابرة المستمرة.


ما ذكر كان محط أنظار المراقبين للجامعة البهائية الذين يرون بأنَّ البهائيين يبدون اهتمامًا بالأمور الإدارية وإجراءاتها. ويعتقد البهائيون بأنَّ الله سبحانه وتعالى قد استعمل الأنظمة الإدارية الفاسدة والتعسفية الحالية في عالمنا المتحضر اليوم من أجل تحقيق أهدافه السماوية. كما يرون بأنَّ المشيئة الإﻟﻬﻴﺔ ترى في الخدمات الإدارية نوعًا من الجهود الروحية التي ستشمل بركاتها ليس فقط المشاركين فيها فحسب وإنمَّا كافة أركان المجتمع. مثالا على ذلك يقول حضرة عبدالبهاء:

"وهذه المحافل الروحانية سرج نورانية وحدائق ملكوتية تنتشر منها نفحات القدس على الأفاق وتشرق منها أنوار العرفان على الإمكان ويسري منها روح الحياة على كل الجهات". [۱]


مؤسسات الدين البهائي:

بتوجيهات من رسائل حضرة ولي أمر الله وبفضل هداية السلطة التشريعية والتنفيذية العليا في الدين البهائي أي بيت العدل الأعظم فإنَّ تنظيم الجامعة البهائية يدور حول نوعين أساسيين من المؤسسات. النوع الأول: تلك المؤسسات التي صممت لاتخاذ القرار فيما يتعلق بحياة وأهداف الجامعة. أمَّا النوع الثاني: فهو المؤسسات التي لديها وظيفة حفظ وحماية الجامعة والمساهمة بشكل خاص في تبليغ وترويج الأمر المبارك. فالمؤسسات التي بيدها اتخاذ القرار هي بيت العدل الأعظم وهي مؤسسة تعمل على مستوى عالمي ثمَّ أنَّ هناك المحافل الروحانية التي تعمل على المستويين المركزي والمحلي. أمَّا المؤسسات التي تعمل على حماية وترويج الأمر فقد وجدت بفضل القوى الخّلاقة لعهد وميثاق حضرة بهاء الله والممثلة بمؤسسة أيادي أمر الله والتي اتسعت حجمًا ونطاقًا طبقًا للسلطات التي منحت لحضرة شوقي أفندي ومن ثمَّ لبيت العدل الأعظم لتشمل هيئات المستشارين وهيئات المعاونين. يقوم أعضاء هذه الهيئات بتشجيع وحث المحافل الروحانية وأفراد الجامعة على الخدمة ثمَّ إسداء النصح لهم والمشورة معهم. وسنقوم بشرح هذين الجناحين للنظام الإداري البهائي.


%
تقدم القراءة
- / -