الدين البهائي
"لتكن رؤيتكم عالمية ..." -- حضرة بهاء الله
"لو رزقت قليلًا من زلال المعرفة الإلهيّة لعرفت بأنَّ الحياة الحقيقيّة هي حياة القلب لا حياةُ الجسد ..." -- حضرة بهاء الله
"إن دين الله ومذهب الله يهدف إلى حفظ واتحاد واتفاق العالم والمحبة والألفة بين اهل العالم." -- حضرة بهاء الله

الضيافة التسع عشرية


تتركز فعاليات الجامعة البهائية في المستوى المحلي على جلسات تعقد لكل أفراد الجامعة بشكل دوري وتسمى "الضيافة". تأتي تواريخ انعقاد هذه الجلسات متفقة في شتى بقاع العالم البهائي، وتحدد طبقًا للتقويم البهائي الشمسي الذي أوجده حضرة الباب. يحتوي هذا التقويم على تسعة عشر شهرًا وكل شهر يضم تسعة عشر يومًا وبذلك يكـون مجموع الأيام 361 يومًا[۱]. والأيام الإضافية الأربع الأخرى (أو خمسة أيام بالنسبة للسنة الكبيسة) سميت بأيام الهاء وهذه الأيام هي أيام خصّصت للعطاء والضيافة والفرح والروحانية[۲]. وتعقد الضيافة التسع عشرية في اليوم الأول من كل شهر بهائي وبذلك يكون المجموع تسع عشرة ضيافة في السنة.


للضيافة التسع عشرية ثلاثة أقسام رئيسية: الأول هو قسم روحاني خاص بتلاوة الأدعية والمناجاة ويمكن تلاوة الآثار المقدسة من جميع الأديان السماوية. القسم الثاني وهو إداري وتتم فيه المشورة حول أوضاع الجالية بما فيها مواضيع الشباب والأطفال. كما يقوم المحفل الروحاني المحلي بإطلاع الجالية بالقرارات التي اتخذها والتي لها علاقة بالحياة العامة للجامعة كما يقدم أمين الصندوق تقريره ويشارك أعضاء الجامعة في تقديم اقتراحاتهم وطرح الأسئلة ومشاكلهم في حضور ممثلي المحفل الروحاني المحلي. أما المحفل الروحاني فهو غير ملزم بقبول الاقتراحات التي طرحت في الضيافة ولكن يجب أخذها بعين الاعتبار ثمَّ دراستها والرد عليها وإبلاغ ذلك للجالية. أمَّا القسم الثالث والأخير من الضيافة فهو اجتماعي ويتمثل في تقديم الطعام في جو من الأخوة والمحبة وقد يشتمل على برامج موسيقية وتمثيلية وألعاب وبرامج ترفيهية. هذه الأقسام الثلاثة جميعها ضرورية للضيافة، وعلى الأحباء تنمية قواهم الروحانية ليس فقط في القسم الروحاني فحسب بل أيضًا في القسمين الإداري والاجتماعي.


تعقد الضيافات التسع عشرية في أغلب الجامعات البهائية في منازل الأحباء أو أحيانًا في المراكز البهائية الصغيرة وذلك راجع إلى أن الجاليات اليوم ليست كبيرة للدرجة التي تستطيع أن تستثمر في أماكن أكبر اتساعًا. إنَّ نموذج الجامعة البهائية المتطورة الذي صوره لنا حضرة بهاء الله قادر على استيعاب جاليات أكبر حجمًا. أما الهدف المرجو فهو أن يكون في كل قرية أو منطقة مشرق أذكار للعبادة وتلاوة الآيات. هذا المعبد سيكون مركزًا لحياة الجامعة البهائية ومن حوله ستبنى مؤسسات للخدمات الإنسانية المختلفة.



%
تقدم القراءة
- / -