الدين البهائي
"لتكن رؤيتكم عالمية ..." -- حضرة بهاء الله
"لو رزقت قليلًا من زلال المعرفة الإلهيّة لعرفت بأنَّ الحياة الحقيقيّة هي حياة القلب لا حياةُ الجسد ..." -- حضرة بهاء الله
"إن دين الله ومذهب الله يهدف إلى حفظ واتحاد واتفاق العالم والمحبة والألفة بين اهل العالم." -- حضرة بهاء الله

أيادي أمر الله وهيئات المستشارين والمعاونين


لقد اكتمل نظام اتخاذ القرار الجماعي بوجود عدة هيئات استشارية. وكان حضرة بهاء الله وحضرة عبد البهاء قد عيّنا أثناء حياتهما أفرادًا مميزين من الأحباء ليخدموا كأيادي لأمر الله في مجال ترويج وحماية الدين البهائي. وجاء في ألواح الوصايا لحضرة عبد البهاء بأنَّ هذه الوظائف يجب أن تستمر خلال الدور البهائي، ولهذا عين حضرة شوقي أفندي عددًا من الأحباء ليكونوا أياديًا لأمر الله كان عددهم عند وفاته في نوفمبر سنة ١٩٥٧ سبعة وعشرين شخصًا، وقد جاء في ألواح الوصايا ما يلي:


"أيها الأحباء، على ولي أمر الله أن يسمّي أيادي أمر الله ويعيّنهم ويجب على الكل أن يكون في ظله وتحت حكمه… ووظيفة أيادي أمر الله هي نشر نفحات الله وتربية النفوس بتعليم العلوم وتحسين أخلاق العموم والتقديس والتنزيه في جميع الشئون. ويجب أن تتجلى واضحة تقوى الله من أطوارهم وأحوالهم وأعمالهم وأقوالهم[۱]".


وبعد وفاة حضرة ولي أمر الله لم يكن باستطاعة حضرات أيادي أمر الله أن يعيّنوا من يخلف حضرة شوقي أفندي. وعلى أي حال، وطبقًا للمفاهيم الواضحة لميثاق بهاء الله فإنَّ لبيت العدل الأعظم كامل الصلاحية والسلطة في إيجاد أية مؤسسة مناسبة من أجل تطوير وتكامل الجامعة البهائية. ونظرًا لأنَّ ألواح الوصايا لحضرة عبد البهاء قد أشارت إلى أنَّ الوظائف المخولة لحضرات أيادي أمر الله يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من النظام الإداري فقد أوجد بيت العدل الأعظم مؤسسة خاصة لهذا الغرض وهي منفصلة تمامًا عن النظام الانتخابي للمحافل الروحانية. تعرف هذه المؤسسة "هيئات المستشارين"[۲] ويخدم أعضاؤها على المستوى القاري. فالمستشارون لهم ميزتهم ويعينون من قبل بيت العدل الأعظم لفترة خمس سنوات، ويتراوح أعدادهم في كل قارة من سبعة إلى تسعة عشر فردًا.


وبتشجيع من حضرة شوقي أفندي عيّن أيادي أمر الله مجموعة من الأفراد كممثلين لهم في كل قارة وسمّاهم بهيئات المعاونين. هذه الهيئات المتفرعة تعمل مع هيئات المستشارين وتحت هداية بيت العدل الأعظم. ويعمل المعاونون اليوم مع المستشارين مثلما كانوا يعملون سابقًا مع حضرات أيادي أمر الله، ونظرًا لاتساع ونمو حجم الجامعة البهائية خلال السنوات الأخيرة فقد أجاز بيت العدل الأعظم حضرات المعاونين بتعيين مساعدين لهم من أجل مساعدتهم في أعمالهم على المستوى المحلي. وعلى هذا فقد تمَّ إيجاد جناح معادل للمحافل الروحانية المحلية والمركزية وهو جناح له وظيفة خاصة على المستوى القاري والإقليمي والمحلي.


علاقة المستشارين بالمحافل الروحانية:

هناك وجهان رئيسيان من الاختلاف بين المؤسسات التي تشكل عمودي النظام الإداري البهائي، ويرجعان إلى طريقة العمل وإلى السلطات الممنوحة لها. فالمحافل الروحانية هي هيئات جماعية وتوجد بواسطة انتخاب الجامعة البهائية لها، وتعمل من خلال اتخاذ القرار الجماعي. أمَّا المستشارون فيعيّنهم بيت العدل الأعظم بصورة أفراد، أما المعاونون فيتم انتخابهم من قبل هيئات المستشارين القارية وبشكل أفراد أيضًا وهم يخدمون الأمر المبارك أساسًا في صورة خدام مخلصين لأمر حضرة بهاء الله. وعلى الرغم من أنَّ أعضاء المحافل قد يؤدون مهمات فردية أحيانًا مثل أعضاء في الهيئة التنفيذية للمحفل وقد تكون هناك مشورة بين المستشارين وهيئات المعاونين ولكن تظل المحافل الروحانية مؤسسات جماعية في الأصل ويظل الجناح الآخر يمثل فريقًا من الأفراد العاملين.


والفرق الآخر هو طبيعة السلطات الممنوحة لكل جناح من جناحي الإدارة البهائي. إنَّ السلطة في اتخاذ القرارات فيما يتعلق بحياة الجامعة تظل بيد المحافل الروحانية وحدها وفي النهاية بيد بيت العدل الأعظم. أما المستشارون والمعاونون فلهم دورهم في إسداء النصح للمحافل الروحانية وإبداء الملاحظات على الخطط وعمل كل ما يلزم لتشجيعهم وحثّهم على الخدمة ويبقى دورهم ضمن هذه الحدود فقط. إنَّ المسئولية النهائية في اتخاذ القرار تظل بيد المحافل الروحانية نظرًا لأنَّهم منتخبون من قبل الجامعة البهائية. هناك أمر آخر أكثر من غيره يميز الفرق بين دور أيادي أمر الله والمستشارين والمعاونين وبين دور رجال الدين (كما يسمّونهم في الأديان الأخرى). فأيادي أمر الله والمستشارون والمعاونون لا يملكون صلاحية إصدار القرارات أو أداء الأعمال الكهنوتية أو حتى تفسير وتبيين الآثار المقدسة[٣]. بالإضافة إلى ذلك فإنَّ مدة خدمة المستشارين محددة ولا تمتد مدى حياتهم.


ومع كل ذلك، فإنَّ دور المستشارين له ميزته الخاصة، إذ يتم انتخابهم كأفراد نظرًا لتمتعهم بالبلوغ الروحاني بدرجة عالية وقدرتهم على المساهمة في جعل الجامعة تنبض بالحياة. وقد منحتهم الآثار الكتابية البهائية مقامًا رفيعًا في الجامعة ويفترض على المحافل الروحانية والأفراد الاستفادة من المساعدة التي يمكن لخبرتهم أن تقدمها.


%
تقدم القراءة
- / -