الدين البهائي
"لتكن رؤيتكم عالمية ..." -- حضرة بهاء الله
"لو رزقت قليلًا من زلال المعرفة الإلهيّة لعرفت بأنَّ الحياة الحقيقيّة هي حياة القلب لا حياةُ الجسد ..." -- حضرة بهاء الله
"إن دين الله ومذهب الله يهدف إلى حفظ واتحاد واتفاق العالم والمحبة والألفة بين اهل العالم." -- حضرة بهاء الله

شهادة المنصفين


رغم ما واجهه الدّين البهائيّ من مقاومة واتّهامات، كما هي الحال عند ظهور كلّ دين، لم يعدم بعض العلماء والمفكّرين الشّجاعة ليصرّحوا بالحقائق الّتي عرفوها عنه وعن المنادين به، نذكر هنا بعضًا منها على سبيل المثال. نشرت الأهرام يوم ١٨ يونيو ١٨٩٦ مقالاً يرجّح أنّ كاتبه الشّيخ محمد عبده جاء فيه: "... على أن المعروف من أحوال البهاء وبنيه الشّخصيّة، والمأثور عنهم من خلال التّرف ومزايا الكرم والتّحقّق بصفات التّهذيب والأدب، هو غير متنازع فيه، ولا ينكره إلاّ كل مكابر. وحضرة ولده الأكبر عبّاس أفندي أشهر من أن يعرّف بفضله، ويُنبّه عن نبله، وهو المعروف عند أعيان البلاد وأولياء الأمور، وقد عرفناه رجلاً ظاهر النّجابة، بادي السّراوة، فصيح اللّهجة، مهيب الطّلعة، كثير الوقار والحشمة، ذا أدب في غاية الغضاضة، وخُلق على جانب عظيم من الرّياضة ..."


سجّل الأديب والمؤرّخ الأمير شكيب أرسلان في كتابه "حاضر العالم الإسلامي" علاقته مع حضرة عبدالبهاء قائلاً: "وكانت له مع هذا العاجز مراسلات متّصلة باتّصال حبل المودّة. وعمران جانب الصّداقة، ومرارًا قصدت عكّا ولا غرض لي فيها سوى الاستمتاع بأدبه الغضّ، والاغتراف من علمه الجمّ."[۱]


ثمّ نوّه في نفس الكتاب بحضرة عبدالبهاء:


"... كان آية من آيات الله بما جمع الله فيه معاني النّبالة، ومنازع الأصالة، والمناقب العديدة الّتي قلّ أن ينال منها أحد مناله، أو يبلغ فيها كماله، من كرم عريض، وخلق سجيج، وشغف بالخير، وولوع بإسداء المعروف، وإغاثة الملهوف، وتعاهد المساكين بالرّفد بدون ملل، وقضاء حاجات القاصدين بدون برم، هذا مع علوّ النّفس، وشغوف الطّبع، ومضاء الهمّة، ونفاذ العزيمة، وسرعة الخاطر، وسداد المنطق، وسعة العلم، ووفور الحكمة، وبلاغة العبارة، حتّى كأن فصاحته صوب الصّواب، وأقواله فصل الخطاب، وكتاباته الدّيباج المحبّر، وفصوله الوشي المنمنم، يفيض بيانه جوامع كلم، وتسيل عارضته سيل عارض منسجم، ويودّ اللّبيب لو أقام العمر بمجلسه يجني من زهر أدبه البارع، ويرد من منهل حكمته الطّيبة المشارع، استولى من المعقول على الأمد الأقصى، وأصبح في الإلهيّات المثل الأعلى، وبلغ من قوّة الحجّة، وأصالة الرّأي، وبعد النّظر، الغاية الّتي تفنى دونها المنى، حتى لو قال الإنسان أنّه كان أعجوبة عصره، ونادرة دهره، لما كان مبالغًا، ولو حكم بأنّه من الأفذاذ الّذين قلّما يلدهم الدّهر إلاّ في الحقب الطّوال، لكان قوله سائغًا..."[۲]


وكتب الأديب الرّوسي ليو تولستوي: "أعطف من أعماق قلبي على الحركة البابيّة، إنّها تلقّن النّاس مبادئ الأخوّة والمساواة والتّضحية بالحياة المادّيّة في خدمة الله. إنّ التّعاليم البابيّة الّتي جاءتنا منبعثة من الإسلام، قد تطوّرت تدريجيًّا من أثر تعاليم بهاء الله، وهي تقدّم لنا الآن أسمى صورة من التّعاليم الدّينيّة."[۳]


وكتب الشّيخ الآلوسي مفتي بغداد في كتابه "نهج السّلامة في مباحث الإمامة"، مكذّبًا الاتّهامات الموجّهة إلى قرّة العين فقال: "... وهي ممّن قلّد الباب بعد موت الرّشتي، ثم خالفته في عدّة أشياء منها التّكاليف، فقيل أنّها كانت تقول بحلّ الفروج ورفع التّكاليف بالكلّية، وأنا لم أحسّ منها بشيء من ذلك، مع أنها حبست في بيتي نحو شهرين، وكم من بحث جرى بيني وبينها رُفعت فيه التّقيّة من البين..."[٤]


وكتب الأستاذ علي الوردي أستاذ التاريخ بجامعة بغداد: "إنّي أعتقد على أيّ حال، أنّ قرّة العين امرأةٌ لا تخلو من العبقريّة، وهي قد ظهرت في غير زمانها، أو هي سبقت زمانها بمائة سنة على أقلّ تقدير، فهي لو كانت قد نشأت في عصرنا هذا، أو في مجتمع متقدّم حضاريًّا، لكان لها شأن آخر، وربما كانت أعظم امرأة في القرن العشرين."[٥]


وكتب المؤرّخ العالميّ أرنولد توينبي: "في رأيي أن البهائيّة بدون شكّ دين، ودين مستقلّ على قدم المساواة مع الإسلام والمسيحيّة أو غيرهما من الأديان المعترف بها في العالم، فالبهائيّة ليست مذهبًا تابعًا لدين آخر، بل هي دين منفرد بذاته، ولها نفس المكانة الّتي للأديان الأخرى."[٦]


%
تقدم القراءة
- / -