من آثار حضرة بهاء الله الكتابية
الطرازات (معرّب عن الفارسية) – مجموعة من الواح حضرة بهاءالله (نزلت بعد كتاب الاقدس)، الصفحة ٤٧.
الطِّرَازَاتُ
﴿ بِسْمِيَ المُهَيْمِنِ عَلَى الأَسْمَاءِ ﴾
حَمْدَاً وَثَنَاءً يَلِيقُ وَيَنْبَغِي لِمَالِكِ الأَسْمَاءِ وَفَاطِرِ السَّمَاءِ الَّذِي ظَهَرَ وَتَمَوَّجَ بَحْرُ ظُهُورِهِ أَمَامَ الْعَالَمِ وَلَمْ تَحْتَجِبْ شَمْسُ أَمْرِهِ وَلَمْ يَتَطَرَّقِ الْمَحْوُ إِلَى ثُبُوتِ كَلِمَتِهِ وَلَمْ تَمْنَعْهُ عَمَّا أَرَادَ مُقَاوَمَةُ الْجَبَابِرَةِ وَلاَ ظُلْمُ الْفَرَاعِنَةِ جَلَّ سُلْطَانُهُ وَعَظُمَ اقْتِدَارُهُ.
سُبْحَانَ اللهِ لاَ يَزَالُ الْعِبَادُ مُشَاهَدِينَ فِي جَهْلٍ وَغَفْلَةٍ بَلْ مُعْرِضِينَ. مَعَ أَنَّ الآيَاتِ قَدْ أَحَاطَتِ الآفَاقَ وَظَهَرَتِ الْحُجَّةُ وَلاَحَ الْبُرْهَانُ كَالنُّورِ السَّاطِعِ مِنْ كُلِّ الْجِهَاتِ. وَيَا لَيْتَهُمُ اكْتَفَوْا بِالإِعْرَاضِ بَلْ إِنَّهُمْ تَشَاوَرُوا فِي كُلِّ حِينٍ وَلاَ يَزَالُونَ يَتَشَاوَرُونَ عَلَى قَطْعِ السِّدْرَةِ الْمُبَارَكَةِ.
وَمِنِ ابْتِدَاءِ الأَمْرِ بَذَلَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا النَّفْسَ وَالْهَوَى جُهْدَهُمْ عَلَى إِطْفَاءِ النُّورِ الإِلَهِيِّ بِالظُّلْمِ وَالاعْتِسَافِ. وَلَكِنَّ اللهَ مَنَعَهُمْ وَأَظْهَرَ النُّورَ بِسُلْطَانِهِ وَحَفِظَهُ بِقُدْرَتِهِ إِلَى أَنْ أَشْرَقَتِ الأَرْضُ وَالسَّمَاءُ بِضِيَائِهِ وَإِشْرَاقِهِ. لَهُ الْحَمْدُ فِي كُلِّ الأَحْوَالِ.
سُبْحَانَكَ يَا إِلَهَ الْعَالَمِ وَمَقْصُودَ الأُمَمِ وَالظَّاهِرُ بِالإِسْمِ الأَعْظَمِ الَّذِي بِهِ أَظْهَرْتَ لَئَالِئَ الْحِكْمَةِ وَالْبَيَانِ مِنْ أَصْدَافِ عُمَّانِ عِلْمِكَ وَزَيَّنْتَ سَمَوَاتِ الأَدْيَانِ بِأَنْوَارِ ظُهُورِ شَمْسِ طَلْعَتِكَ. أَسْأَلُكَ بِالْكَلِمَةِ الَّتِي بِهَا تَمَّتْ حُجَّتُكَ بَيْنَ خَلْقِكَ وَبُرْهَانُكَ بَيْنَ عِبَادِكَ أَنْ تُؤَيِّدَ حِزْبَكَ عَلَى مَا يَسْتَضِيءُ بِهِ وَجْهُ الأَمْرِ فِي مَمْلَكَتِكَ وَتُنْصَبُ رَايَاتُ قُدْرَتِكَ بَيْنَ عِبَادِكَ وَأَعْلاَمُ هِدَايَتِكَ فِي دِيَارِكَ. أَيْ رَبِّ تَرَاهُمْ مُتَمَسِّكِينَ بِحَبْلِ فَضْلِكَ وَمُتَشَبِّثِينَ بِأَذْيَالِ رِدَاءِ كَرَمِكَ قَدِّرْ لَهُمْ مَا يُقَرِّبُهُمْ إِلَيْكَ وَيَمْنَعُهُمْ عَنْ دُونِكَ. أَسْأَلُكَ يَا مَالِكَ الْوُجُودِ وَالْمُهَيْمِنُ عَلَى الْغَيْبِ وَالشُّهُودِ أَنْ تَجْعَلَ مَنْ قَامَ عَلَى خِدْمَةِ أَمْرِكَ بَحْرَاً مَوَّاجَاً بِإرَادَتِكَ وَمُشْتَعِلاً بِنَارِ سِدْرَتِكَ وَمُشْرِقَاً مِنْ أُفُقِ سَمَاءِ مَشِيَّتِكَ. إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الَّذِي لاَ يُعْجِزُكَ اقْتِدَارُ الْعَالَمِ وَلاَ قُوَّةُ الأُمَمِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْفَرْدُ الْوَاحِدُ الْمُهَيْمِنُ الْقَيُّومُ. يَا أَيُّهَا الشَّارِبُ رَحِيقَ بَيَانِي مِنْ كَأْسِ عِرْفَانِي قَدْ اسْتُمِعَ الْيَوْمَ مِنْ حَفِيفِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى الَّتِي غُرِسَتْ مِنْ يَدِ قُدْرَةِ مَالِكِ الأَسْمَاءِ فِي الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى هَذِهِ الْكَلِمَاتُ الْعَالِيَاتُ:
﴿ الطِّرَازُ الأَوَّلُ وَالتَّجَلِّي الأوَّلُ ﴾
الَّذِي أَشْرَقَ مِنْ أُفُقِ سَمَاءِ أُمِّ الْكِتَابِ فِي مَعْرِفَةِ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ وَمَا هُوَ سَبَبٌ لِعُلُوِّهِ وَدُنُوِّهِ وَذِلَّتِهِ وَعِزَّتِهِ وَثَرْوَتِهِ وَفَقْرِهِ فَعَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ بَعْدَ بُلُوغِهِ وَتَحَقُّقِ رُشْدِهِ أَنْ يَسْعَى لِلْحُصُولِ عَلَى الثَّرْوَةِ. وَهَذِهِ الثَّرْوَةُ إِنْ حَصَلَتْ مِنْ طَرِيقِ الصَّنْعَةِ وَالاقْتِرَافِ فَهِيَ مَمْدُوحَةٌ وَمَقْبُولَةٌ عِنْدَ أُولِى النُّهَى. وَبِالأَخَصِّ الَّذِين قَامُوا عَلَى تَرْبِيَةِ الْعَالَمِ وَتَهْذِيبِ نُفُوسِ الأُمَمِ. فَهُمْ سُقَاةُ كَوْثَرِ الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ وَالْهَادُونَ إِلَى سَبِيلِ الْحَقِيقَةِ. وَهُمْ الَّذِينَ يُرْشِدُونَ النَّاسَ إِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ وَيُطْلِعُونَهُمْ عَلَى سَبَبِ ارْتِقَائِهِمْ وَارْتِفَاعِهِمْ. لأَنَّ الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ هُوَ الَّذِي يَجْذِبُ الإِنْسَانَ إِلَى مَشْرِقِ الْحِكْمَةِ وَمَطْلِعِ الْعِرْفَانِ وَيُوصِلُهُ إِلَى مَا يَكُونُ سَبَبَاً لِعِزَّتِهِ وَشَرَفِهِ وَعَظَمَتِهِ.
وَلَنَا الرَّجَاءُ مِنْ عِنَايَةِ الْعَلِيمِ الْحَكِيمِ أَنْ تُشْفَى الأَبْصَارُ مِنْ رَمَدِهَا وَيَزِيدَ فِي نُورِهَا حَتَّى تَطَّلِعَ وَتُبْصِرَ الْغَايَةَ الْمَقْصُودَةَ مِنْ وُجُودِهَا. لأَنَّ الْيَوْمَ كُلُّ مَا يُقَلِّلُ مِنَ الْعَمَى وَيَزِيدُ فِي الْبَصِيرَةِ هُوَ اللاَّيِقُ بِالالْتِفَاتِ إِذْ نُورُ الْبَصِيرَةِ هُوَ السَّفِيرُ وَالْهَادِي لِلْعِلْمِ وَالْمُرْشِدُ لِلْعِرْفَانِ وَوَعْيُ الْعَقْلِ عِنْدَ أَصْحَابِ الْحِكْمَةِ إِنّمَا هُوَ مِنَ الْعَيْنِ الْبَصِيرَةِ. يَجِبُ عَلَى أَهْلِ الْبَهَاءِ فِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ أَنْ يَعْمَلُوا بِمَا يَلِيقُ بِمَكَارِمِ الأَخْلاَقِ وَأَنْ يَكُونُوا سَبَبَاً لانْتِبَاهِ النُّفُوسِ.
﴿ الطِّرَازُ الثَّانِي ﴾
هُوَ الْمُعَاشَرَةُ مَعَ الأَدْيَانِ بِالرَّوْحِ وَالرَّيْحَانِ وَإِظْهَارُ مَا أَتَى بِهِ مُكَلِّمُ الطُّورِ وَالإِنْصَافُ فِي الأُمُورِ. يَجِبُ عَلَى أَهْلِ الصَّفَاءِ وَالْوَفَاءِ أَنْ يُعَاشِرُوا جَمِيعَ أَهْلِ العَالَمِ بِالرَّوْحِ وَالرَّيْحَانِ لأَنَّ الْمُعَاشَرَةَ لَمْ تَزَلْ وَلاَ تَزَالُ سَبَبَ الاتِّحَادِ وَالاتِّفَاقِ وَهُمَا سَبَبَا نِظَامِ الْعَالَمِ وَحَيَاةِ الأُمَمِ. طُوبَى لِلَّذِينَ تَمَسَّكُوا بِحَبْلِ الشَّفَقَةِ وَالرَّأْفَةِ وَخَلَتْ نُفُوسُهُمْ وَتَحَرَّرَتْ مِنَ الضَّغِينَةِ وَالْبَغْضَاءِ. وَإِنَّ هَذَا الْمَظْلُومَ لَيُوصِي أَهْلَ الْعَالَمِ بِالتَّسَامُحِ وَالْعَمَلِ الطَّيِّبِ وَهَذَانِ هُمَا السِّرَاجَانِ لِظُلْمَةِ الْعَالَمِ وَالْمُعَلِّمَانِ لِتَهْذِيبِ الأُمَمِ. طُوبَى لِمَنْ فَازَ وَوَيْلٌ لِلْغَافِلِينَ.
﴿ الطِّرَازُ الثَّالِثُ ﴾
فِي الْخُلُقِ إِنَّهُ أَحْسَنُ طِرَازٍ لِلْخَلْقِ مِنْ لَدَى الْحَقِّ زَيَّنَ اللهُ بِهِ هَيَاكِلَ أَوْلِيَائِهِ لَعَمْرِي نُورُه يَفُوقُ نُورَ الشَّمْسِ وَإِشْرَاقَهَا. مَنْ فَازَ بِهِ فَهُوَ مِنْ صُفْوَةِ الْخَلْقِ. وَعِزَّةُ الْعَالَمِ وَرِفْعَتُهُ مَنُوطَةٌ بِهِ. فَالْخُلُقُ سَبَبٌ لِهِدَايَةِ الْخَلْقِ إِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ وَالنَّبَأِ الْعَظِيمِ. طُوبَى لِنَفْسٍ تَزَيَّنَتْ بِصِفَاتِ الْمَلأِ الأَعْلَى وَبِأَخْلاَقِهِمْ. عَلَيْكُمْ بِمُرَاعَاةِ الْعَدْلِ وَالإِنْصَافِ فِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ. وَقَدْ نُزِّلَتْ فِي الْكَلِمَاتِ الْمَكْنُونَةِ هَذِهِ الْكَلِمَةُ الْعُلْيَا مِنَ الْقَلَمِ الأَبْهَى. يَا ابْنَ الرُّوحِ أَحَبُّ الأَشْيَاءِ عِنْدِيَ الإِنْصَافُ لاَ تَرْغَبْ عَنْهُ إِنْ تَكُنْ إِلَيَّ رَاغِبَاً وَلاَ تَغْفَلْ مِنْهُ لِتَكُونَ لِي أَمِينَاً وَأَنْتَ تُوَفَّقُ بِذَلِكَ إِنْ تُشَاهِدْ الأَشْيَآءَ بِعَيْنِكَ لاَ بِعَيْنِ الْعِبَادِ وَتَعْرِفْهَا بِمَعْرِفَتِكَ لاَ بِمَعْرِفَةِ أَحَدٍ فِي الْبِلاَدِ فَكِّرْ فِي ذَلِكَ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ، ذَلِكَ مِنْ عَطِيَّتِي عَلَيْكَ وَعِنَايَتِي لَكَ فَاجْعَلْهُ أَمَامَ عَيْنَيْكَ. وَإِنَّ أَصْحَابَ الْعَدْلِ وَالإِنْصَافِ لَفِي الْمَقَامِ الأَعْلَى وَالرُّتْبَةِ الْعُلْيَا تَلُوحُ وَتُشْرِقُ مِنْهُمْ أَنْوَارُ الْبِرِّ وَالتَّقْوَى. أَرْجُو أَنْ لاَ تُحْرَمَ الْبِلاَدُ وَالْعِبَادُ عَنْ أَنْوَارِ هَذَيْنِ النَّيِّرَيْنِ "الْعَدْلِ وَالإِنْصَافِ".
﴿ الطِّرَازُ الرَّابِعُ ﴾
فِي الأَمَانَةِ إِنَّهَا بَابُ الاطْمِئْنَانِ لِمَنْ فِي الإِمْكَانِ وَآيَةُ الْعِزَّةِ مِنْ لَدَى الرَّحْمَنِ مَنْ فَازَ بِهَا فَازَ بِكُنُوزِ الثَّرْوَةِ وَالْغَنَاءِ. إِنَّ الأَمَانَةَ هُيَ الْوَسِيلَةُ الْعُظْمَى لِرَاحَةِ الْخَلْقِ وَاطْمِئْنَانِهِمْ. لَمْ يَزَلْ وَلاَ يَزَالُ قِوَامُ كُلِّ أَمْرٍ مِنْ الأُمُورِ مَنُوطَاً بِهَا وَبِهَا تَسْتَنِيرُ وَتَسْتَضِيءُ عَوَالِمُ الْعِزَّةِ وَالرِّفْعَةِ وَالثَّرْوَةِ. وَقَدْ نُزِّلَ مِنْ قَبْلُ هَذَا الذِّكْرُ الأَحْلَى مِنَ الْقَلَمِ الأَعْلَى:
إِنَّا نَذْكُرُ لَكَ الأَمَانَةَ وَمَقَامَهَا عِنْدَ اللهِ رَبِّكَ وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ. إِنَّا قَصَدْنَا يَوْمَاً مِنَ الأَيَّامِ جَزِيرَتَنَا الْخَضْرَاءَ فَلَمَّا وَرَدْنَا رَأَيْنَا أَنْهَارَهَا جَارِيَةً وَأَشْجَارَهَا مُلْتَفَّةً وَكَانَتِ الشَّمْسُ تَلْعَبُ فِي خِلاَلِ الأَشْجَارِ. تَوَجَّهْنَا إِلَى الْيَمِينِ رَأَيْنَا مَا لاَ يَتَحَرَّكُ الْقَلَمُ عَلَى ذِكْرِهِ وَذِكْرِ مَا شَاهَدَتْ عَيْنُ مَوْلَى الْوَرَى فِي ذَاكَ الْمَقَامِ الأَلْطَفِ الأَشْرَفِ الْمُبَارَكِ الأَعْلَى. ثُمَّ أَقْبَلْنَا إِلَى الْيَسَارِ شَاهَدْنَا طَلْعْةً مِنْ طَلَعَاتِ الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى قَائِمَةً عَلَى عَمُودٍ مِنَ النُّورِ وَنَادَتْ بِأَعْلَى النِّدَاءِ يَا مَلأَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ انْظُرُوا جَمَالِي وَنُورِي وَظُهُورِي وَإِشْرَاقِي. تَاللهِ الْحَقِّ أَنَا الأَمَانَةُ وَظُهُورُهَا وَحُسْنُهَا وَأَجْرٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهَا وَعَرَفَ شَأْنَهَا وَمَقَامَهَا وَتَشَبَّثَ بِذَيْلِهَا. أَنَا الزِّينَةُ الْكُبْرَى لأَهْلِ الْبَهَاءِ وَطِرَازُ الْعِزِّ لِمَنْ فِي مَلَكُوتِ الإِنْشَاءِ. وَأَنَا السَّبَبُ الأَعْظَمُ لِثَرْوَةِ الْعَالَمِ وَأُفُقُ الاطْمِئْنَانِ لأَهْلِ الإِمْكَانِ. كَذَلِكَ أَنْزَلْنَا لَكَ مَا يُقَرِّبُ الْعِبَادَ إَلَى مَالِكِ الإِيجَادِ. يَا أَهْلَ الْبَهَاءِ إِنَّهَا أَحْسَنُ طِرَازٍ لِهَيَاكِلِكُمْ وَأَبْهَى إِكْلِيلٍ لِرُؤُسِكُمْ خُذُوهَا أَمْرَاً مِنْ لَدُنْ آمِرٍ خَبِيرٍ.
﴿ الطِّرَازُ الْخَامِسُ ﴾
فِي حِفْظِ وَصِيَانَةِ مَقَامَاتِ عِبَادِ اللهِ. يَجِبُ عَلَى أَهْلِ الْبَهَاءِ أَنْ لاَ يَحِيدُوا عَنِ الْحَقِّ فِي كُلِّ الأُمُورِ. وَأَنْ يَتَكَلَّمُوا بِالْحَقِّ وَالصِّدْقِ وَلاَ يُنْكِرُوا فَضْلَ أَحَدٍ. وَيَحْتَرِمُوا أَرْبَابَ الْفُنُونِ. وَلاَ يُدَنِّسُوا أَلْسِنَتَهُمْ كَالطَّوَائِفِ السَّابِقَةِ بِبَذِيءِ الْكَلاَمِ. قَدْ ظَهَرَتِ الْيَوْمَ شَمْسُ الصِّنَاعَةِ مِنْ أُفُقِ سَمَاءِ الْغَرْبِ وَتَفِيضُ أَنْهَارُ الْفُنُونِ مِنْ بُحُورِ تِلْكَ الأَقْطَارِ. يَجِبُ عَلَى الْجَمِيعِ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِالإِنْصَافِ وَيُقَدِّرُوا النِّعْمَةَ قَدْرَهَا. لَعَمْرُ اللهِ إِنَّ كَلِمَةَ الإِنْصافِ كَشَمْسٍ سَاطِعَةِ الأَنْوارِ. نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَسْتَنِيرَ الْكُلُّ مِنْ أَنْوَارِهَا. إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَبِالإِجَابَةِ جَدِيرٌ. إِنَّا نَرَى الاسْتِقَامَةَ وَالصِّدْقَ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ وَاقِعَيْنَ تَحْتَ مَخَالِبِ الْكَذِبِ وَالْعَدْلَ مُعَذَّبَاً بِسِيَاطِ الظُّلْمِ. وَأَحَاطَ الْعَالَمَ دُخَانُ الْفَسَادِ بِحَيْثُ لاَ يُرَى مِنَ الْجِهَاتِ إِلاَّ الصُّفُوفُ وَلاَ يُسْمَعُ مِنَ الأَرْجَاءِ إِلاَّ صَلِيلُ السُّيُوفِ. نَطْلُبُ مِنَ الْحَقِّ أَنْ يُؤَيِّدَ مَظَاهِرَ قُدْرَتِهِ عَلَى مَا هُوَ سَبَبُ إِصْلاَحِ الْعَالَمِ وَرَاحَةِ الأُمَمِ.
﴿ الطِّرَازُ السَّادِسُ ﴾
إِنَّ الْعِلْمَ مِنَ النِّعَمِ الْكُبْرَى الإِلَهِيَّةِ وَيَجِبُ عَلَى الْكُلِّ تَحْصِيلُهُ. وَهَذِهِ الصَّنَائِعُ الْمَشْهُودَةُ وَالأَسْبَابُ الْمَوْجُودَةُ كُلُّهَا مِنْ نَتَائِجِ الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ الَّتِي نُزِّلَتْ مِنَ الْقَلَمِ الأَعْلَى فِي الزُّبُرِ وَالأَلْوَاحِ. إِنَّ الْقلَمَ الأَعْلَى هُوَ الْقَلَمُ الَّذِي ظَهَرَ وَبَرَزَ مِنْ خَزَائِنِهِ لَئَالِئُ الْحِكْمَةِ وَالْبَيَانِ وَصَنَائِعُ الإِمْكَانِ.
وَقَدْ انْكَشَفَتِ الْيَوْمَ أَسْرَارُ الأَرْضِ أَمَامَ الأَبْصَارِ وَفِي الْحَقِيقَةِ إِنَّ الصُّحُفَ السَّيَّارَةَ مِرْآةُ الْعَالَمِ. تُظْهِرُ أَعْمَالَ الأَحْزَابِ الْمُخْتَلِفَةِ، وَتُرِي أَفْعَالَهُمْ وَتُسْمِعُهَا فِي آنٍ وَاحِدٍ فَهِيَ مِرْآةٌ ذَاتُ سَمْعٍ وَبَصَرٍ وَلِسَانٍ وَهِيَ ظُهُورٌ عَجِيبٌ وَأَمْرٌ عَظِيمٌ. وَلَكِنْ يَنْبَغِي لِمُحَرِّرِهَا أَنْ يَكُونَ مُقَدَّسَاً عَنْ أَغْرَاضِ النَّفْسِ وَالْهَوَى وَمُزَيَّنَاً بِطِرَازِ الْعَدْلِ وَالإِنْصَافِ وَيَتَحَرَّى الأُمُورَ بِقَدْرٍ مَقْدُورٍ حَتَّى يَطَّلِعَ عَلَى حَقَائِقِهَا ثُمَّ يَنْشُرُهَا.
وَكَانَ أَكْثَرُ مَا ذَكَرُوهُ فِي حَقِّ هَذَا الْمَظْلُومِ عَارِيَاً عَنِ الصَّوَابِ. وَلِقَوْلِ الصِّدْقِ وَالْكَلِمِ الطَّيِّبِ مَنْزِلَةٌ عُلْيَا كَالشَّمْسِ الْمُشْرِقَةِ مِنْ أُفُقِ سَمَاءِ الْعِرْفَانِ. وَمَعَ أَنَّ آثَارَ قَلَمِ حِكْمَتِي ظَاهِرَةٌ وَأَمْوَاجَ بَحْرِ بَيَانِي مُتَلاَطِمَةٌ أَمَامَ وُجُوهِ الْعَالَمِينَ فَقَدْ كَتَبُوا فِي صُحُفِ الأَخْبَارِ أَنَّ هَذَا الْعَبْدَ فَرَّ مِنْ أَرْضِ الطَّاءِ۱ إِلَى الْعِرَاقِ الْعَرَبِيِّ. سُبْحَانَ اللهِ إِنَّ هَذَا الْمَظْلُومَ لَمْ يَخْتَفِ فِي حِينٍ مِنَ الأَحْيَانِ بَلْ كَانَ دَائِمَاً قَائِمَاً ظَاهِرَاً أَمَامَ جَمِيعِ الْوُجُوهِ. إِنَّا مَا فَرَرْنَا وَلَمْ نَهْرُبْ بَلْ يَهْرُبُ مِنَّا عِبَادٌ جَاهِلُونَ. خَرَجْنَا مِنَ الْوَطَنِ وَمَعَنَا فُرْسَانٌ مِنْ جَانِبِ الدَّوْلَةِ الْعَليَّةِ الإِيرَانِيَّةِ وَدَوْلَةِ الرُّوسِ إِلَى أَنْ وَرَدْنَا الْعِرَاقَ بِالْعِزَّةِ وَالاقْتِدَارِ.
للهِ الْحَمْدُ إِنَّ أَمْرَ هَذَا الْمَظْلُومَ قَدِ ارْتَفَعَ إِلَى عَنَانِ السَّمَاءِ وَأَشْرَقَ وَلاَحَ كَالشَّمْسِ فِي رَابِعَةِ النَّهَارِ. لَيْسَ فِي هَذَا الْمَقَامِ سَبِيلٌ لِلتَّسَتُّرِ وَالاخْتِفَاءِ وَلاَ مَقَامٌ لِلْخَوْفِ وَالصَّمْتِ قَدْ ظَهَرَتْ أَسْرَارُ الْقِيَامَةِ وَأَشْرَاطُ السَّاعَةِ وَلَكِنَّ النَّاسَ عَنْهَا غَافِلُونَ مُحْتَجِبُونَ. ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ … وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾۲ تَاللهِ الْحَقِّ إِنَّ الصُّبْحَ تَنَفَّسَ وَالنُّورَ أَشْرَقَ وَاللَّيْلَ عَسْعَسَ طُوبَى لِلْعَارِفِينَ طُوبَى لِلْفَائِزِينَ. سُبْحَانَ اللهِ قَدْ تَحَيَّرَ الْقَلَمُ فِيمَا يُحَرِّرُهُ وَاللِّسَانُ فِيمَا يَذْكُرُهُ. فَإِنَّهُ بَعْدَ تَحَمُّلِ مَا لاَ يُطَاقُ مِنَ الْمَتَاعِبِ وَالْمَشَقَّاتِ وَالسَّجْنِ وَالأَسْرِ وَالتَّعْذِيبِ عِدَّةَ سِنِينَ رَأَيْنَا أَنَّ الْحُجُبَاتِ الَّتِي خُرِقَتْ وَزَالَتْ قَدْ ظَهَرَ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهَا وَمَنَعَ الأَبْصَارَ عَنْ مُشَاهَدَةِ الْحَقِّ وَسَتَرَ الْعُقُولَ عَنْ إِدْرَاكِ نُورِهِ فَزَادَتِ الْمُفْتَرَيَاتُ الْحَدِيثَةُ عَلَى الْقَدِيمَةِ بِمَرَاتِبَ كَثِيرَةٍ.
يَا أَهْلَ الْبَيَانِ اتَّقُوا الرَّحْمَنَ وَفَكِّرُوا فِي الْحِزْبِ الَّذِي سَبَقَكُمْ مَاذَا كَانَتْ أَعْمَالُهُ وَكَيْفَ كَانَتِ الثَّمَرَةُ فَإِنَّ جَمِيعَ مَا قَالُوهُ بُهْتَانٌ وَكُلَّ مَا عَمِلُوهُ بَاطِلٌ إِلاَّ مَنْ حَفَظَهُ اللهُ بِسُلْطَانِهِ. لَعَمْرُ الْمَقْصُودِ لَوْ يَتَفَكَّرُ أَحَدٌ لَيَقْصِدُ النَّيِّرَ الأَعْظَمَ مُنْقَطِعَاً عَنِ الْعَالَمِ وَيُقَدِّسُ نَفْسَهُ مِنْ غُبَارِ الظُّنُونِ وَيُطَهِّرُهَا مِنْ دُخَانِ الأَوْهَامِ. فَيَا هَلْ تُرَى مَاذَا كَانَ سَبَبُ ضَلاَلَةِ الْحِزْبِ السَّابِقِ وَمَنْ كَانَ عِلَّةَ ذَلِكَ حَتَّى إِنَّهُمْ إِلَى الآنِ مُعْرِضُونَ وَإِلَى أَهْوَائِهِمْ مُقْبِلُونَ. يَنْطِقُ الْمَظْلُومُ لِوَجْهِ اللهِ مَنْ شَاءَ فَلْيُقْبِلْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُعْرِضْ إِنَّهُ كَانَ غَنِيَّاً عَمَّا كَانَ وَمَا يَكُونُ.
يَا أَهْلَ الْبَيَانِ إِنَّ الْمَانِعَ وَالْحَاجِبَ كَانُوا نُفُوسَاً مِثْلَ هَادِي دَوْلَتْ آبَادِي۳ مِنْ أَرْبَابِ الْعَمَائِمِ وَالْعِصِيِّ غَرُّوا النَّاسَ الْمَسَاكِينَ وَابْتَلُوهُمْ بِالأَوْهَامِ حَتَّى إِنَّهُمْ يَنْتَظِرُونَ إِلَى الآنِ ظُهُورَ شَخْصٍ مَوهُومٍ مِنْ مَكَانٍ مَوْهُومٍ. فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِى الأَلْبَابِ.
يَا هَادِي اسْمَعْ نِدَاءَ النَّاصِحِ الأَمِينِ وَتَوَجَّهْ مِنَ الشِّمَالِ إِلَى الْيَمِينِ وَمِنَ الظَّنِّ إِلَى الْيَقِينِ وَلاَ تَكُنْ سَبَبَاً لِلإِضْلاَلِ. فَالنُّورُ مُشْرِقٌ وَالأَمْرُ ظَاهِرٌ وَالآيَاتُ قَدْ أَحَاطَتِ الآفَاقَ. وَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّومِ. دَعِ الرِّئَاسَةَ لِوَجْهِ اللهِ وَاتْرُكِ النَّاسَ وَشَأْنَهُمْ لأَنَّكَ غَيْرُ خَبِيرٍ وَلاَ مُطَّلِعٌ عَلَى أَصْلِ الأَمْرِ.
يَا هَادِي كُنْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَا وَجْهٍ وَاحِدٍ فَلاَ تَكُنْ عِنْدَ الْمُشْرِكِينَ مُشْرِكَاً وَعِنْدَ الْمُوَحِّدِينَ مُوَحِّدَاً. تَفَكَّرْ فِي الَّذِينَ أَنْفَقُوا أَرْوَاحَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ فِي تِلْكَ الأَرْضِ لَعَلَّكَ تَعْتَبِرُ وَتَنْتَبِهُ مِنْ رَقْدَتِكَ. إِنَّ الَّذِي يَحْفَظُ جَسَدَهُ وَرُوحَهُ وَمَا عِنْدَهُ خَيْرٌ أَمِ الَّذِي أَنْفَقَ كُلَّهَا فِي سَبِيلِ اللهِ أَنْصِفْ وَلاَ تَكُنْ مِنَ الظَّالِمِينَ.
تَمَسَّكْ بِالْعَدْلِ وَتَشَبَّثْ بِالإِنْصَافِ عَسَى أَنْ لاَ تَجْعَلَ الدِّينَ شَبَكَاً لِلاصْطِيَادِ وَلاَ تُغْمِضْ عَيْنَيْكَ عَنِ الْحَقِّ ابْتِغَاءَ الدِّينَارِ قَدْ بَلَغَ ظُلْمُكَ وَظُلْمُ أَمْثَالِكَ إِلَى حَدٍّ أَنِ اشْتَغَلَ الْقَلَمُ الأَعْلَى بِذِكْرِ هَذِهِ الأُمُورِ. خَفْ عَنِ اللهِ إِنَّ الْمُبَشِّرَ قَالَ إِنَّهُ يَنْطِقُ فِي كُلِّ شَأْنٍ إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا الْمُهَيْمِنُ الْقَيُّومُ.
يَا أَهْلَ الْبَيَانِ قَدْ مَنَعُوكُمْ عَنْ مُلاَقَاةِ الأَوْلِيَاءِ فَهَلْ تَعْرِفُونَ السَّبَبَ فِي ذَلِكَ الْمَنْعِ. أَنْصِفُوا بِاللهِ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْغَافِلِينَ. إِنَّ سَبَبَ الْمَنْعِ وَاضِحٌ وَعِلَّتَهُ ظَاهِرَةٌ عِنْدَ ذَوِي الْبَصَرِ وَأَهْلِ الْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ. لِئَلاَّ يَطَّلِعَ أَحَدٌ عَلَى أَسْرَارِهِ وَأَعْمَالِهِ.
يَا هَادِي إِنَّكَ مَا كُنْتَ مَعَنَا وَلاَ أَنْتَ مِنَ الْمُطَّلِعِينَ فَلاَ تَعْمَلْ بِالظَّنِّ فَلْنَضْرِبْ صَفْحَاً عَمَّا مَضَى وَالآنَ عَلَيْكَ أَنْ تُرْجِعَ الْبَصَرَ وَأَنْ تُفَكِّرَ فِيمَا ظَهَرَ وَارْحَمْ نَفْسَكَ وَأَنْفُسَ الْعِبَادِ وَلاَ تَكُنْ سَبَبَ الضَّلاَلَةِ كَمَا كَانَ الْحِزْبُ السَّابِقُ. فَالسَّبِيلُ وَاضِحٌ وَالدَّلِيلُ لائِحٌ. عَلَيْكَ أَنْ تُبَدِّلَ الظُّلْمَ بِالْعَدْلِ وَالاعْتِسَافَ بِالإِنْصَافِ. أَرْجُو أَنْ تُؤَيِّدَكَ نَفَحَاتُ الْوَحْيِ وَيَفُوزَ سَمْعُ فُؤَادِكَ بِالإِصْغَاءِ لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ الْمُبَارَكَةِ ﴿قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُم فِي خَوْضِهِم يَلْعَبُونَ﴾٤. يَا أَيُّهَا الْجَاهِلُ غَيْرُ الْمُطَّلِعِ إِنَّكَ ذَهَبْتَ وَرَأَيْتَ٥ فَالآنَ تَكَلَّمْ بِالإِنْصَافِ وَلاَ تَجْعَلِ الأَمْرَ يَلْتَبِسُ عَلَيْكَ وَعَلَى النَّاسِ. اسْتَمِعْ نِدَاءَ الْمَظْلُومِ وَاقْصِدْ بَحْرَ الْعِلْمِ الإِلَهِيِّ لَعَلَّكَ تَتَزَيَّنُ بِطِرَازِ الْعِرْفَانِ وَتَنْقَطِعُ عَمَّا سِوَى اللهِ وَاسْتَمِعْ نِدَاءَ النَّاصِحِ الْمُشْفِقِ الَّذِي ارْتَفَعَ أَمَامَ وُجُوهِ كُلٍّ مِنَ الْمُلُوكِ وَالْمَمْلُوكِ مِنْ غَيْرِ سِتْرٍ وَلاَ حِجَابٍ. وَادْعُ أَحْزَابَ الْعَالَمِ طُرَّاً إِلَى مَالِكِ الْقِدَمِ. وَهَذِهِ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي أَشْرَقَ وَلاَحَ مِنْ أُفُقِهَا نَيِّرُ الْفَضْلِ.
يَا هَادِي قَدْ بَذَلَ هَذَا الْمَظْلُومُ وَهُوَ مُنْقَطِعٌ عَنِ الْعَالَمِ الْجُهْدَ الْجَهِيدَ فِي إِطْفَاءِ نَارِ الضَّغِينَةِ وَالْبَغْضَاءِ الْمُشْتَعِلَةِ فِي قُلُوبِ الأَحْزَابِ. وَيَجِبُ عَلَى كُلِّ ذِي عَدْلٍ وَإِنْصَافٍ أَنْ يَشْكُرَ الْحَقَّ جَلَّ جَلاَلُهُ وَيَقُومَ عَلَى خِدْمَةِ هَذَا الأَمْرِ الأَعْظَمِ عَسَى أَنْ يَحُلَّ النُّورُ مَحَلَّ النَّارِ وَالْمَحَبَّةُ مَحَلَّ الْبَغْضَاءِ. لَعَمْرُ اللهِ إِنَّ ذلِكَ هُوَ مَقْصُودُ هَذَا الْمَظْلُومِ. وَقَدْ تَحَمَّلَ البَلايَا وَالْبَأْسَاءَ وَالضَّرَّاءَ فِي إِظْهَارِ هَذَا الأَمْرِ الأَعْظَمِ وَإِثْبَاتِهِ وَإِنَّكَ لَوْ أَنْصَفْتَ لَتَشْهَدُ بِذَلِكَ. إِنَّ اللهَ يَقُولُ الْحَقَّ وَيَهْدِي السَّبِيلَ وَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيزُ الْجَمِيلُ، الْبَهَاءُ مِنْ لَدُنَّا عَلَى أَهْلِ الْبَهَاءِ الَّذِينَ مَا مَنَعَهُمْ ظُلْمُ الظَّالِمِينَ وَسَطْوَةُ الْمُعْتَدِينَ عَنِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.