الدين البهائي
"لتكن رؤيتكم عالمية ..." -- حضرة بهاء الله
"لو رزقت قليلًا من زلال المعرفة الإلهيّة لعرفت بأنَّ الحياة الحقيقيّة هي حياة القلب لا حياةُ الجسد ..." -- حضرة بهاء الله
"إن دين الله ومذهب الله يهدف إلى حفظ واتحاد واتفاق العالم والمحبة والألفة بين اهل العالم." -- حضرة بهاء الله

الصوم

من كتاب الكنوز الالهية

من آثار حضرة بهاء الله

"قد كتبنا الصوم تسعة عشر يوما في أعدل الفصول، وعفونا ما دونها في هذا الظهور المشرق المنير." اللوح الثاني الى ناپلیون الثالث


"يا قلم الاعلى قل ياملأ الانشاء قد كتبنا عليكم الصّيام ايامًا معدودات وجعلنا النيروز عيدًا لكم بعد اكمالها كذلك اضاءت شمس البيان من افق الكتاب من لدن مالك المبدء والمآب. واجعلوا الايام الزّائدة عن الشّهور قبل شهر الصّيام، انّا جعلناها مظاهر الهاء بين اللّيالي والايام لذا ما تحددّت بحدود السّنة والشّهور، ينبغي لاهل البهاء ان يطعموا فيها انفسهم وذوي القربى ثم الفقراء والمساكين، ويهللنّ ويكبّرنّ ويسبّحنّ ويمجّدنّ ربّهم بالفرح والانبساط. واذا تمّت ايام الاعطاء قبل الامساك، فليدخلنّ في الصّيام كذلك حكم مولى الانام. ليس على المسافر والمريض والحامل والمرضع من حرج، عفا الله عنهم فضلا من عنده انه لهو العزيز الوهّاب." الكتاب الاقدس، فقرة ١٦.


قد كتبنا عليكم الصّيام ايّاما معدودات الصوم والصلاة ركنان من أركان الشريعة. وأكد حضرة بهاء الله في أحد ألواحه بأن حكم الصوم والصلاة قد أنزل ليتقرب بهما المؤمنون إلى الله. وبيّن حضرة ولي أمر الله أن أيام الصوم هي:

"… في الأساس أيام للتعبد والتأمل، وفترة لتجديد القوى الروحانية، وعلى المؤمن أن يسعى أثناءها لتقويم وجدانه، وإنعاش القوى الروحية الكامنة في ذاته. ولذلك فأهمية هذه الفترة وغايتها أساسا روحانية، فالصوم ذكرى للصائم ويرمز للكفّ عن الأنانية، والشهوات الجسدية." والصوم مفروض على كل مؤمن ومؤمنة من سن الخامسة عشرة إلى بلوغ سن السبعين. ويوجد موجز لأحكام الصوم والإعفاء منه وللإعفاء من الصوم. ويطابق وقت الصوم شهر العلاء من التقويم البديع، ويقع عادة في الفترة ما بين ٢ – ٢٠ من شهر آذار (مارس)، ويبدأ شهر العلاء عقب أيام الهاء مباشرة وينتهي الصوم بعيد النيروز. شرح الكتاب الاقدس، الفقرة ٢٥.


وجعلنا النّيروز عيدًا لكم بعد اكمالها وضع حضرة الباب تقويما جديدا يُعرف الآن بالتقويم البديع أو التقويم البهائي، وطبقا لهذا التقويم الشمسي، اليوم هو المدة من غروب الشمس إلى غروبها التالي. وقد اختص حضرة الباب في كتاب البيان شهر العلاء بالصوم، وجعل النيروز خاتمته، وأسماه يوم الله. وثبّت حضرة بهاء الله هذا التقويم الذي جعل يوم النيروز عيدا. فالنيروز هو اليوم الأول من السنة البهائية. ويطابق الاعتدال الربيعي في نصف الكرة الشمالي، ويوافق عادة اليوم الحادي والعشرين من شهر آذار (مارس). وبين حضرة بهاء الله أن في أي يوم تنتقل فيه الشمس إلى برج الحمل (يعني الاعتدال الربيعي) يحل هذا العيد ويبدأ الاحتفال به حتى ولو كان انتقالها قبل غروب الشمس بدقيقة واحدة. وعلى ذلك يمكن أن يحل النيروز في اليوم العشرين أو الحادي والعشرين أو الثاني والعشرين من شهر آذار (مارس) تبعا لوقت دخول الاعتدال الربيعي. وترك حضرة بهاء الله كثيرا من التفاصيل لتشريع بيت العدل الأعظم ومن بينها عدة مسائل تتعلق بالتقويم البهائي. وقد ذكر حضرة ولي أمر الله أن تحديد موعد حلول النيروز على نطاق عالمي يقتضي اختيار نقطة معينة على سطح الأرض لاتخاذها مقياسا لتحديد وقت دخول الاعتدال الربيعي. كما أشار إلى أن اختيار تلك النقطة متروك لبيت العدل الأعظم. شرح الكتاب الاقدس، الفقرة ۲٦.


واجعلوا الايام الزّائدة عن الشّهور قبل شهر الصّيام يتبع التقويم البهائي السنة الشمسية التي تتألف من ٣٦٥ يوما وخمس ساعات وخمسين دقيقة. وتتألف السنة البهائية من تسعة عشر شهرا، كل شهر منها تسعة عشر يوما (فيكون المجموع ٣٦١ يومًا) يضاف إلى ذلك الأيام الزائدة وهي أربعة أيام، أو خمسة أيام في السنوات الكبيسة. ولم يحدد حضرة الباب موضع الأيام الزائدة في التقويم الجديد ولكن أتى الكتاب الأقدس بجواب هذه المسألة فوضع الأيام الزائدة قبل أول شهر العلاء مباشرة، أي قبل دخول الصوم. ولمزيد من التفصيل انظر الجزء الخاص بالتقويم البديع، المجلد الثامن عشر من كتاب "العالم البهائي" The Bahá'í World. شرح الكتاب الاقدس، الفقرة ۲٧.


انّا جعلناها مظاهر الهاء أيام السنة البهائية الزائدة عن الشهور قد امتازت بانتسابها إلى الهاء وهو حرف يساوي في الحساب الأبجدي العدد خمسة، وهو أكبر عدد يمكن أن تصل إليه عدة أيام الهاء. وكذلك يشير حرف الهاء في الآثار المباركة إلى مدلولات ومعان روحانية أخرى ومن جملة ما يرمز إليه الهوية الإلهية. شرح الكتاب الاقدس، الفقرة ۲۸.


إذا تمّت ايام الإعطاء قبل الامساك أوصى حضرة بهاء الله بإقامة الولائم، والضيافة، والإنفاق على الفقراء والمساكين، احتفالا بأيام الهاء. وتشرح رسالة كتبت بناء على تعليمات من حضرة ولي أمر الله أن الأيام الزائدة هذه مخصصة للضيافة وتقديم الهدايا. شرح الكتاب الاقدس، الفقرة ۲٩.


ليس على المسافر … من حرج عيّن حضرة بهاء الله الحد الأدنى للسفر الذي يعتبر عذرا يعفي من الصوم ويوجد مزيد من البيان لهذا الحكم في خلاصة الأحكام والأوامر، وقد بيّن حضرة ولي أمر الله أنه على الرغم من أن المسافرين معفون من الصوم، فإن لهم الحرية في أن يصوموا إن شاءوا ذلك. كما أضاف بأن الإعفاء يشمل مدة السفر بأكملها، ولا يقتصر على الساعات التي يقضيها المسافر مستقلا القطار أو السيارة أو غيرهما من وسائل السفر. شرح الكتاب الاقدس، الفقرة ۳٠.


ليس على المسافر والمريض والحامل والمرضع من حرج عفا الله عنهم فضلا من عنده أعفى الله من الصوم كلا من المرضى والمسنين ومن كان على سفر والحوائض والحوامل، والمرضعات. كما يشمل الإعفاء الأشخاص الذين يزاولون الأعمال الشاقة أيضا على أن يراعوا نصح حضرة بهاء الله: "احتراما لحكم الله لمقام الصوم، القناعة والستر في تلك الأيام أحب وأولى". وقد أشار حضرة ولي أمر الله بأن تحديد الأعمال الشاقة التي يعفى المشتغلون بها من الصوم يرجع إلى بيت العدل الأعظم. شرح الكتاب الاقدس، الفقرات من ٢٥ حتى ٣١.


"كفّوا انفسكم عن الاكل والشّرب من الطّلوع إلى الافول، ايّاكم ان يمنعكم الهوى عن هذا الفضل الّذي قدّر في الكتاب." الكتاب الاقدس، فقرة ١٧.


عينت هذه الآية فترة الإمساك عن الأكل والشرب. وقد تفضل حضرة عبد البهاء في أحد ألواحه، بعد تعريف الصوم بأنه الامتناع عن الأكل والشرب، وأن شرب الدخان يعدّ ضمن المشروبات. لأن الشرب لغة هو ما يدخل الجوف عن طريق الفم دون مضغ. شرح الكتاب الاقدس، فقرة ٣٢.


... وحيث إنّ حقيقة الصّيام البهائيّ ليست في الإمساك عن الطّعام المادي بل في ذكر الله الّذي هو الطّعام الرّوحانيّ لذا فحقيقة الصّيام البهائيّ لا تقتصر على الامتناع عن الطّعام المادي الّذي يساعد على تطهير الجسد ولكنّه يوجّه النفوس إلى الانقطاع عمّا سوى الله فيقول عبدالبهاء ما ترجمته:

"الصّيام رمز. الصّيام يعني الامتناع عن الشّهوات. الصّيام المادي رمز عن ذلك الامتناع وشيء يذكّر الصّائم به. بمعنى أنّ الإنسان عندما يمتنع عن الشّهوات الماديّة عليه أنْ يمتنعَ عن الشّهوات النفسيّة والنّزوات، لكنْ مجرّد الامتناع عن الطّعام لا تأثير له على الرّوح بل إنّه مجرّد رمز وشيء يذكر. وبدون هذا لا أهميّة له. فالصّيام لهذا الهدف لا يعني الامتناع التّام عن الطّعام. بل القاعدة الذّهبيّة الخاصّة بالطّعام هي أنْ لا يأكل المرء كثيرًا ولا يأكل قليلاً. فالاعتدال ضروريّ..." مترجم عما كتبته المس استيفينز في مجلة الأسبوعين حزيران (يونيو) ١٩١١.


"الصوم": خلاصة وترتيب أحكام الكتاب الأقدس وأوامره.


%
تقدم القراءة
- / -