الدين البهائي
"لتكن رؤيتكم عالمية ..." -- حضرة بهاء الله
"لو رزقت قليلًا من زلال المعرفة الإلهيّة لعرفت بأنَّ الحياة الحقيقيّة هي حياة القلب لا حياةُ الجسد ..." -- حضرة بهاء الله
"إن دين الله ومذهب الله يهدف إلى حفظ واتحاد واتفاق العالم والمحبة والألفة بين اهل العالم." -- حضرة بهاء الله

مبدأ الوحدة في الديانة البهائية

وحدانية الله

يدعو الدين البهائي إلى عبادة الإله الواحد الأحد، ويقرّ بوحدانية الله وفردانيته، وعليه يؤمن البهائيون بأن الله لا إله إلا هو، هو الغيب المنيع الذي لا تدركه الأبصار وهو اللطيف الخبير. ومن آثار حضرة بهاءالله نورد بعض بياناته المباركة بهذا الخصوص:


سبحانك اللهم يا إلهي أنت الذي لم تزل كنت في علو القدرة والقوة والجلال ولا تزال تكون في سمو الرفعة والعظمة والإجلال كل العرفاء متحير في آثار صنعك وكل البلغاء عاجز من إدراك مظاهر قدرتك واقتدارك كل ذي عرفان اعترف بالعجز عن البلوغ إلى ذروة عرفانك وكل ذي علم أقر بالتقصير عن عرفان كنه ذاتك. - حديقة عرفان، ص٥۳


شهد الله لنفسه بوحدانية نفسه ولذاته بفردانية ذاته ونطق بلسانه في عرش بقائه وعلو كبريائه بأنَّه لا إله إلا هو لم يزل كان موحد ذاته بذاته وواصف نفسه بنفسه ومنعت كينونته بكينونته وأنَّه هو المقتدر العزيز الجميل وهو القاهر فوق عباده والقائم على خلقه وبيده الأمر والخلق يحيي بآياته ويميت بقهره لا يسئل عما يفعل وإنَّه كان على كل شيء قديراً وإنَّه لهو القاهر الغالب الذي في قبضته ملكوت كل شيء وفي يمينه جبروت الأمر وإنَّه كان على كل شيء محيطاً. له النصر والانتصار وله القوة والاقتدار وله العزة والاجتبار وإنَّه هو العزيز المقتدر المختار.   - رسالة تسبيح وتهليل، تأليف عبد الحميد إشراق خاوري، ص۱٨۲


أي ربّ أنا الّذي شهد قلبي وكبدي وجوارحي ولسان ظاهري وباطني بوحدانيّـتك وفردانيّـتك وبأنّك أنت الله لا إله إلاّ أنت. قد خلقت الخلق لعرفانك وخدمة أمرك لترتفع به مقاماتهم في أرضك وترتقي أنفسهم بما أنزلته في زبرك وكتبك وألواحك.   - مجموعة من ألواح حضرة بهاءالله نزّلت بعد الكتاب الأقدس، ص ۱۱


قل إن الغيب لم يكن له من هيكل ليظهر به إنه لم يَزل كان مقدّساً عما يُذكر ويبصر إنه لبالمنظر الاكبر ينطق إني أنا الله لا إله إلا أنا العليم الحكيم. قد أظهرتُ نفسي ومطلع آياتي وبه أنطقتُ كل شيء على إنه لا إله إلا هو الفرد الواحد العليم الخبير. إن الغيب يعرف بنفس الظهور والظهور بكينونته لبرهان الأعظم بين الأمم.   - منتخبات من آثار حضرة بهاءالله ، ص ٣٩


الحمد لله الباقى بلا فناء، والدائم بلا زوال، والقائم بلا انتقال، المهيمن بسلطانه والظاهر بآياته والباطن بأسراره الذي بأمره ارتفعت راية الكلمة العليا في ناسوت الإنشاء ونُصب علم يفعل ما يشاء بين الورى. هو الذي أظهر أمره لهداية خلقه وأنزل آياته اظهاراً لحجته وبرهانه وزين ديباج كتاب الانسان بالبيان بقوله ’الرحمن علّم القرآن خلق الانسان علّمه البيان‘ لا إله إلا هو الفرد الواحد المقتدر العزيز المنان. النور الساطع من أفق سماء العطاء والصلاة المشرقة من مطلع إرادة الله مالك ملكوت الاسماء على الواسطة الكبرى والقلم الأعلى الذي جعله الله مطلع أسمائه الحسنى ومشرق صفاته العليا وبه أشرق نور التوحيد من أفق العالم وحكم التفريد بين الأمم الذين أقبلوا بوجوه نوراء إلى الأفق الأعلى واعترفوا بما نطق به لسان البيان في ملكوت العرفان، الملك والملكوت والعظمة والجبروت لله المقتدر العزيز الفياض.   - مقدمة "لوح ابن الذئب"


سبحانك اللّهم يا إلهى أنت الذي لم تزل كنتَ فى علوّ القدرة والقوة والجلال ولا تزال تكون في سمو الرفعة والعظمة والإجلال. كل العرفاء متحيّر في آثار صنعك وكل البلغاء عاجز من إدراك مظاهر قدرتك واقتدراك، كل ذي عرفان اعترف بالعجز عن البلوغ إلى ذروة عرفانك وكل ذى علم أقر بالتقصير عن عرفان كنه ذاتك. فلما سُدّ السبيل إليك أظهرت مظاهر نفسك بأمرك ومشيتك وأرسلتهم إلى بريتك وجعلتهم مشارق إلهامك ومطالع وحيك ومخازن علمك ومكامن أمرك ليتوجهنّ كل بهم إليك ويستقربنّ إلى ملكوت أمرك وجبروت فضلك.   - حديقة عرفان، ص ٥٣


ومن آثار حضرة الباب نقرأ ما يلي:


‏سبحان الذي يعلم ما في السّموات وما في الارض وانّه لا اله الاّ هو الملك القهّار العظيم هو الذي يقضي يوم الفصل بالحقّ وانّه لا اله الاّ هو الفرد الجبّار المنيع وهو الّذی بيده ملكوت ‏كلّ ‏شيء لا ‏اله الاّ‏ هو الوتر الاحد الصّمد العليّ الكبير أشهد للّه حينئذ بما قد شهد اللّه علی ‏نفسه من‏ قبل أن ‏يخلق شيئاً إنّه لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم وأشهد علی كلّ ما أبدع وما يبدع بمثل ما قد شهد عليه في سلطان عزّته إنّه لا إله إلاّ هو الفرد القائم البديع توكلت علی اللّه ربّ كلّشيء لا إله إلاّ هو الفرد الرّفيع وإلی اللّه ألقي نفسي وإليه أفوّض أمري لا إله إلاّ هو الملك ‏الحقّ ‏المبين.   - منتخبات من آثار حضرة الباب، ص ٩


ومما وضحه حضرة عبدالبهاء بهذا الخصوص ما يلي من آثاره المباركة:


إن حقيقة الألوهية وحدانية محضة ومقدسة ومنزهة عن إدراك الكائنات، لأن إدراك الكائنات محدود وحقيقة الألوهية غير محدودة، وكيف يستطيع المحدود أن يحيط بغير المحدود؟ فنحن فقر محض وحقيقة الألوهية غنى صرف، وكيف يحيط الفقر البحت بالغنى المطلق؟ ونحن عجز صرف وحقيقة الألوهية قدرة محضة وكيف يستطيع العجز الصرف أن يدرك القدرة المحضة ؟   - خطب عبدالبهاء فى أوروبا وأمريك، ص ۳۱۲


الحمد لله الذي تنزّه ذاته وتقدّست كينونته عن إدراك حقائق مشرقة عن أفق العرفان وكيف أهل النسيان وعلت وارتفعت أن ترف أجنحة طيور الافكار فى أوج عرفانه فكيف الذباب والبغاث، فإن الحقيقة الربانية والكينونة الصمدانية غيب في ذاته وكنزٌ مخزون في ُكنهِ صفاته والحقائق التي تذوّتت بكلمته وشيِّئت بقدرته كيف تحيط بعظمة جلاله وتدرك حقيقة ذاته، لأن المحيط أعظم من المحاط والمدرِك له السلطة على المدرَك تنزهت ذاته أن تُحاط وتقدست كينونته أن تُدرك.   - من مكاتيب عبدالبهاء -  الجزء الاول، ص ٨٦


ومن رسائل حضرة حضرة شوقي أفندي نقرأ ما يلي:


الحمد لله الفرد الواحد الأزلي الصمد الحقيقة الفائضة والهوية الجامعة الغيب المنيع والكنز الخفي مبدء الفيض علة العلل ُمبعث الرسل شارع الأديان وحدَه لا شريك له في الملك ولا نظير له في الإبداع كل عباد له وكل بأمره قائمون وبمشيئته يتحركون ومن فضله سائلون، كل بدأوا منه وكل إليه يرجعون، سبحانه سبحانه عما يصفه المرسلون أو يذكره البالغون.   - من رسائل حضرة شوقي أفندي – نوروز سنة ۱٠۱ بديع


%
تقدم القراءة
- / -