الدين البهائي
"لتكن رؤيتكم عالمية ..." -- حضرة بهاء الله
"لو رزقت قليلًا من زلال المعرفة الإلهيّة لعرفت بأنَّ الحياة الحقيقيّة هي حياة القلب لا حياةُ الجسد ..." -- حضرة بهاء الله
"إن دين الله ومذهب الله يهدف إلى حفظ واتحاد واتفاق العالم والمحبة والألفة بين اهل العالم." -- حضرة بهاء الله

السعادة في حياة لها مغزى في عالم متطوّر

"عندما يدرك الناس الرسالة الإلهية سوف تزول جميع المشاكل والمتاعب. وعندما يُضاء السراج العالمي سوف ينقشع الظلام أمام من استضاء، ولن يعرف الهمّ والغمّ في ما بعد، وسيدرك أن وجوده في هذا العالم وجود مؤقت، وأن الحياة الأخرى هي الأبدية. فعندما يدرك المرء هذه الحقيقة لن يعود بعد ذلك إلى الظلمة."    – عبد البهاء مترجمًا


السعادة في حياة لها مغزى وهدف


یا ابن الإنسان
لا تَحزن إلّا في بُعدك عنّا، ولا تَفرح إلّا في قربك بنا والرّجوع إلینا.    – بهاء الله


تخبرنا الكتابات البهائية أن السعادة والراحة والاطمئنان هي حالات للروح الإنساني تفوز بها نتيجة قربها من الله، والحزن والبؤس والاضطراب هي نتجة البعد عنه. ففي الأولى ممارسة للفضائل الإلهية الكامنة في الروح وتعمل على ترقّيها في هذا العالم المادي وعوالم الله الروحانية لتفوز برضاء الله وبركاته وتوفيقه، وتكون السعادة بذلك دائمة أبدية رغم تقلّبات الحياة الدنيوية، وفي الثانية بُعد عن الله والتخبّط في ظلمات الشهوات النفسية الأمارة بالسوء وتعلّقها بالشؤون الدنيوية المتقلّبة وتبدو السعادة فيها والجري لنوالها أشبه بالسراب، وإن حصلت فهي زائلة. فكم من فقير متنعّم بها، وكم من غني محروم منها.


"... إن العالم بحاجة إلى مزيد من السعادة والنور. فنجم السعادة موجود في كل قلب، وعلينا أن نزيل الغمام عنه حتى يتلألأ نوره. فالسعادة حالة أبدية لا تنقطع، وعندما يحققها الإنسان سيعلو إلى أعلى درجات النعيم"    – عبد البهاء


وحتى تتنعم الروح بالسعادة الحقيقية من خلال ترقّيها في هذا العالم والعوالم الأخرى بعد الموت، فإنها بحاجة إلى التربية بجميع أنواعها؛ الروحية والفكرية والجسمانية، وهي التي ترسم لنا طريق الحياة الصالحة المستقيمة. هذا ما بُعثت من أجله الرسل والأنبياء المربّون منذ بدء الخليقة، تربية روحانية لا مادية دنيوية. ذلك لأنها مطلب جوهري دائم لحياة صالحة تتوازن فيها تلك التربية بأنواعها لتثمر للإنسان سعادة روحية دائمة، ذلك لأن السعادة المادية المتوقفة على امتلاك متع الحياة الدنيوية إنما هي متقلّبة ومؤقتة زائلة.


في سبيل توازن أنواع التربية هناك عنصر هام هو اتفاق االدين والعلم، وهو مبدأ أساسي في التعاليم البهائية. فالدين والعلم هما مصدرا الحقيقة في هذا العالم الدنيوي. حقيقة الإنسان وجوهره ثم الكون والوجود المادي. فالدين جناح الروح والعلم جناح الفكر، وبتوازن قوى الإثنين يطير الإنسان إلى أوج الفلاح والنجاح ترقيًا روحيًا وتطورًا فكريًا وعلميًا ينقله إلى آفاق السلام والاطمئنان والمحبة واالأخوّة والشفقة والتعاون وباقي الفضائل الإلهية. هنا يقطف الإنسان ثمرة ما يزرعه الرسل والأنبياء في الروح الإنساني بأنواع التربية الثلاثة متوازنة متناغمة دون تغلّب إحداها على الأخرى، وعلى درجة هذا التوازن تتوقف وفرة السعادة الروحية الدائمة. فدين بلا علم تكتنفه الخرافات والتُّرّهات، وعلم بلا دين وتقوى يشكّل دمارًا للبشرية كما نرى اليوم. بهذا المفهوم يتنقّى قلب الفرد وفكره من شوائب وضعته في أتون الصراعات والمصائب، وفي نعيمه يتقدم المجتمع الإنساني ليؤسس ملكوت الله على الأرض كما هو في السماء.


%
تقدم القراءة
- / -