الدين البهائي
"لتكن رؤيتكم عالمية ..." -- حضرة بهاء الله
"لو رزقت قليلًا من زلال المعرفة الإلهيّة لعرفت بأنَّ الحياة الحقيقيّة هي حياة القلب لا حياةُ الجسد ..." -- حضرة بهاء الله
"إن دين الله ومذهب الله يهدف إلى حفظ واتحاد واتفاق العالم والمحبة والألفة بين اهل العالم." -- حضرة بهاء الله

من آثار حضرة بهاء الله الكتابية


الكلمات المكنونة الفارسية (الترجمة العربيّة) - حضرة بهاءالله - من مشورات دار النشر البهائية في البرازيل - حزيران ۱۹۹٥م.


التّرجمة العربيّة للكلمات المكنونة الفارسيّة


﴿ بسم النّاطق القدير ﴾

(۱) ﴿ يا أولي السّمع والنّهى ﴾

هذا أوّل نداءٍ للمحبوب، يا أيّها البلبل المعنويّ، في غير حديقة ورد المعاني لا تختر مُقامًا، ويا هُدهُد سليمان العشق في غير سبأ المحبوب لا تتّخذ وطنًا، ويا عنقاء البقاء في غير قاف الوفاء لا تقبل مكانًا. هذا مكانُك إن رفرفت إلى اللّامكان بقوادم الرّوح قاصدًا مقامَك.


(۲) ﴿ يا ابنَ الرّوح ﴾

مطلبُ الطّير وكرُه، ومقصد البُلبل جمالُ الوَرد، ما عدا طيور أفئدةِ العباد التي قنعت بالتّراب الفاني فبَعُدت عن الوكر الباقي، وقصدت طينَ البُعد فحُرِمت من رياحين القُرب. فيا للحيرةِ والحسرةِ ويا للأسف والأسى إذ بملءِ إبريقٍ أعرضوا عن أمواج بحرِ الرّفيق الأعلى وظلّوا في بُعدٍ عن الأُفق الأبهى.


(۳) ﴿ أيّها الحبيب ﴾

في روضةِ القلبِ لا تغرِس غيرَ وردِ العشق، ومن قبضتك لا تُفلت ذيلَ بلبلِ الحبِّ والشّوق. اغتنم صُحبة الأبرار، واجتنب كلّ رفقةٍ مع الأشرار.


(٤) ﴿ يا ابنَ الإنصاف ﴾

هل للعاشقِ مُقامٌ في غيرِ وطنِ معشوقِه، وهل للطّالب راحةٌ دون مطلوبِه. للعاشق الصّادق في الوصال حياةٌ وفي الفراق مماتٌ. خلا صدره من الصّبر وفرغ قلبُه من الاصطبار. عن مائة ألف حياةٍ يُعرضُ وإلى مقام المحبوب يَهرعُ.


(٥) ﴿ يا ابنَ التّراب ﴾

الحقَّ أقولُ، أكثر العبادِ غفلةً من يجادلُ في القول وينشد التّفوّقِ على أخيه. قل يا أيّها الإخوة بأعمالكم تزيّنوا لا بأقوالكم.


(٦) ﴿ يا أبناء الأرض ﴾

اعلموا أنّ قلبًا فيه شائبةٌ من الحسد لن يدخلَنَّ جبروتي الباقي ولن يشُمَّنَّ عَرْفَ القدسِ من ملكوتِ تقديسي.


(٧) ﴿ يا ابنَ الحبّ ﴾

دونَك ورفرفَ القُربِ المنيعِ وسدرةَ العشقِ الرّفيع خطوةٌ فاخْطُها، وإلى عالم القِدَم بالأُخرى تقدّم، وفي سُرادق الخُلد فادخُل، واستمع آنذاك إلى ما نُزّل من قلمِ العزّ.


(٨) ﴿ يا ابنَ العزّ ﴾

في سبيل ِالقُدسِ أسرع، وإلى أفلاكِ الأُنسِ تقدّم. طهّر قلبَك بصيقلِ الرّوحِ، وإلى شطرِ ساحة لولاك يمّم.


(٩) ﴿ أيّها الظّلّ الفاني ﴾

أعرض عن ذُلّ مدارج الوهم، وأعرُج إلى ذُرى عزّ اليقينِ. أبصر بعين الحقّ حتى ترى الجمال المُبين وتقول تبارك الله أحسن الخالقين.


(١٠) ﴿ يا ابنَ الهوى ﴾

اِصغِ حقّ الإصغاء، ليس للبصر الفاني أن يُدرِكَ الجمالَ الباقي، والقلبُ الميّتُ لا يسرُّه إلّا الوردُ الذّابل، فكلٌّ ينشُدُ قرينَه ويألفُ جنسَه.


(١١) ﴿ يا ابنَ التّراب ﴾

كن أعمى ترَ جمالي، وكن أصمَّ تسمعْ لحني وصوتيَ المليح. كن جاهلًا يكن لك من علمي نصيبٌ، وكن فقيرًا تغترف من بحرِ غَنائيَ الخالدِ قسمةً بلا زوال؛ أي كُن عَمِيًّا عن غير جمالي، وأصمَّ عن سوى كلامي، وافرَغ من العلوم إلّا علمي لعلّ تدخُل ساحةَ قُدسي ببصر طاهرٍ وقلبٍ طيِّبٍ وسمْعٍ لطيف.


(١٢) ﴿ يا ذا العينين ﴾

أغمِض عينًا وافتح عينًا. أغمض عينًا عن العالمِ والعالمين، وافتح الأخرى على جمالِ قدسِ المحبوب.


(١٣) ﴿ يا أبنائي ﴾

أَخشى أن ترجعوا إلى ديارِ الفَناء وأنتم لمَّا تتنعَّموا بنغمة الورقاء، وأن تعودوا إلى الماء والطين وأنتم لمًّا تُشاهدوا جمالَ الورد.


(١٤) ﴿ أيّها الأحبّاء ﴾

لا تنصرفوا عن الجمال الباقي إلى الجمال الفاني، ولا تتعلّقوا بالعالم التُّرابي.


(١٥) ﴿ يا ابنَ الرّوح ﴾

يأتي زمانٌ يُمنَعُ فيه بلبلُ القُدس المعنويّ عن بيان أسرار المعاني، ويُحرَمُ الكُلّ من النّغمة الرّحمانيّة والنِّداء السُّبحانيّ.


(١٦) ﴿ يا جوهرَ الغفلة ﴾

مئة ألفِ لسانٍ معنويّ ينطقُ في لسانٍ، ومئةُ ألفِ معنىً غيبيٍّ يظهرُ في لحنٍ. فوا حسرةً، لا أذُنَ لتَسمع ولا قلبَ ليُدرك.


(١٧) ﴿ أيّها الرّفاق ﴾

أبوابُ اللّامكانِ أُشرعت، وديارِ المحبوبِ بدماء العُشّاق تزيّنت، وظلّ الكلُّ محرومين من هذه المدينةِ الرّوحانيّةِ إلّا القليل، وحتّى من هذا القليل لم نجدْ ذا القلبِ الطّاهرِ والنّفسِ المُقدّسةِ إلّا أقلَّ القليل.


(١٨) ﴿ يا أهلَ الفردوس الأعلى ﴾

خبّروا أهل اليقين أنّ روضةً جديدةً في فضاء القدس قرب الرّضوان قد ظهرت، يطوفها أهلُ الأفقِ الأعلى وهياكلُ الخُلد الأسنى. إذًا فاجهدوا إلى ذاك المقام علّكم جميعًا تبلُغون، وعلى أسرارِ العِشقِ من شقائقِها تطّلعون، وبِحِكَم الأحديّة البالغة من ثمارها الباقية تفوزون. قرّت أبصارَ الّذين هم دخلوا فيه آمنين.


(١٩) ﴿ يا أحبّائي ﴾

أنسيتم ذاك الصُّبح الصّادق المُنير في ذلك الفضاءِ المُقدّس المُبارك تحت ظلِّ شجرة أنيسا التي غُرست في الفردوسِ الأعظمِ حين اجتمعتم في محضري ونطقتُ بكلماتٍ طيّباتِ ثلاث. أصغيتم إليها جميعًا واندهشتم، وتلك هي الكلمات: أيّها الأحبّاء، لا تختاروا رضاكم على رضاي، ولا تريدوا أبدًا ما لا أريد لكم، ولا تأتوني بقلوب ميّتة مُلوّثة بالأماني والآمال، فلو قدّستم الصّدرَ لأدركتم في هذا الحين حال ذاكَ القفرِ وذاك الفضاءِ، وبان لكم بياني أجمعين.



في السّطر الثّامن من أَسطرِ القُدس في اللّوحِ الخامسِ من ألواحِ الفردوسِ يتفضّلُ:


(٢٠) ﴿ يا أمواتَ فراش الغفلة ﴾

مرّت القرون وبلغتم بأعماركم النّفيسة نهايتَها، وما تصاعد منكم إلى ساحة قدسنا نَفَسٌ طاهرٌ. في بحور الشِّرك أنتم غارقون، وكلمة التّوحيد بألسُنكم تُردّدون. أصبح مُبغضي محبوبكم، واتّخذتم عدوّي صديقَكُم. تمشون بكلّ رضى وسرور في أرضي وتجهلون أنّها منكم تنفرُ، وكلّ ما فيها عنكم يُدبر. فلو فتحتُم الأبصار لأدركتم أنّ مئة ألف حزنٍ خيرٌ لكم من هذا السّرور، والموتُ أفضل لكم من هذه الحياة.


(٢١) ﴿ يا أيّها التّراب المتحرّك ﴾

بك آنَسُ ومنّي تيأسُ. سيف عصيانِك بترَ شجرةَ أملِك. أنا منك قريبٌ في كلّ حال، وأنت عنّي بعيدٌ في جميع الأحوال. اخترتُ لك عزّةً بلا زوال، وارتضيتَ لنفسِك ذلّةً بلا انتهاء. فارجع ما دام هناك وقتٌ ولا تُضيّع الفُرصة.


(٢٢) ﴿ يا ابنَ الهوى ﴾

سعى أهلُ العلمِ والبصيرة أعوامًا، ولم يفوزوا بوصالِ ذي الجلال. وقضوا أعمارهم، ولم ينعَموا بلقاء ذي الجمال. وأنت الّذي لم تركض بلغتَ المقصد، ولم تطلب فزت بالمطلب. وبعد كلّ هذا المقام والرُّتبة ظللت محتجبًا بحجاب نفسك، فما رأيتَ جمالَ المعشوق، وما لمَسَتْ يداك ذيلَ رداء المحبوب. فتعجّبوا من ذلك يا أولي الأبصار.


(٢٣) ﴿ يا أهلَ ديار العشق ﴾

أحاط الرّيحُ الفاني بالشّمع الباقي، وحجب الغُبارُ الحالك الظّلماني جمالَ الغُلامِ الرّوحانيّ. قد ظُلِم سلطانُ سلاطين العشق على أيدي أهل الظّلم، ووقعت حمامةُ القُدسِ أسيرةً في مخالب البوم. أهلُ سُرادق الأبهى طُرًّا ينوحون ويبكون، وأنتم في أرضِ الغَفلة بكلّ راحة تُقيمون، وخِلتُم أنّكم من الأحبّاء المخلصين محسوبون. فباطلٌ ما أنتم تظنّون.


(٢٤) ﴿ يا أيّها الجهلاء المعروفون بالعلم ﴾

لِمَ تَلبسون ثوبَ الرّعاةِ وأنتم في الباطنِ غدوتم ذئاب أغنامي. مَثَلَكُم كَمَثَل نجم ما قبل الصّبح، درّيٌّ منيرٌ في الظّاهر وفي الباطن سببُ الضّلال والهلاك لقوافل مدينتي ودياري.


(٢٥) ﴿ يا من تزيّن ظاهرُهُم وخَبُث باطنُهُم ﴾

مَثَلَكم كَمَثَل ماءٍ مُرٍّ صافٍ يرى النّاظرُ في ظاهره كمال اللّطافة والصّفاء، فإذا اختبره مذاقُ الأحديّة لم يقبل منه قطرةً. أجل، تتجلّى الشّمسُ في التّراب والمرآة على السّواء، ولكن الفرق بينهما كما بين الأرضِ والفَرقديْن، بل الفرق بلا حُدود.


(٢٦) ﴿ يا حبيبي بالقول ﴾

تأمّل قليلًا، أسَمِعتَ قطُّ أنّ الحبيبَ والغريبَ يجتمعان في قلبٍ واحدٍ. إذًا فاطرد الغريبَ حتّى يدخلَ الحبيبُ منزلَه.


(۲٧) ﴿ يا ابنَ التّراب ﴾

لك قدّرتُ كلَّ ما في السّموات والأرض إلّا القلوب جعلتُها محالَّ تجلّي جمالي وإجلالي، وأنت تركت منزلي ومسكني لغيري. فما قَصَدَ ظهورُ قدسي في كلّ زمان مكانَه إلّا وجد فيه غريبًا، فأسرعَ إلى حَرَم المحبوب بلا مكان. ومع ذلك سترتُ الأمرَ وكَتَمتُ السّرّ وما رضيتُ أن أُخجلك.


(٢٨) ﴿ يا جوهرَ الهوى ﴾

كم من الأسحارِ من مشرق اللّامكان جئتُك في مقرّك، فوجدتُك على فراش الرّاحة بغيري مشغولًا. فعُدتُ كالبرق الرّوحانيّ إلى غَمام العزّ السّلطانيّ، وفي مكامن قربي لدى جنود القدس لم أُظهر أمرَك.


(٢٩) ﴿ يا ابنَ الجود ﴾

في بواديَ العدم كنتَ، فأظهرتُك بقوّة ترابِ الأمر في عالم المُلك، وعهدتُ إلى جميع ذرّات المُمكنات وحقائق الكائنات بتربيتك. وقبل خروجك من بطن أمّك قدّرتُ لك ينبوعين من حليبٍ منيرٍ ووكّلتُ العيون بحفظك، وألقيتُ في القلوب حبَّك وبمحض الجود في ظلّ رحمتي أنشأتُك، وبخالص الفضل والرّحمة حفظتُك. وكان غاية ذلك أن تدخل جبروتنا الباقي وتستحقَّ آلاءَنا الغيبيّة. وأنت أيّها الغافل، حين أثمرْتَ، عن كلّ نعمائي غَفلْتَ، وبأوهامكَ الباطلة انشغلْتَ، وكلّ شيء نسيتَ، وعن باب المحبوب نأيتَ، وفي إيوان العدوّ سَكنتَ.


(٣٠) ﴿ يا عبدَ الدُّنيا ﴾

في الأسحار مَرّ بك نسيم عنايتي ووجدك على فراش الغفلة نائمًا، فبكى حالَك وعاد.


(٣١) ﴿ يا ابنَ الأرض ﴾

إن أردتني فلا تُرِد سواي، وإن ابتغيتَ جمالي فأغمِض عينيك عن العالَمين، لأن إرادتي وإرادة غيري كالماء والنّار لا يجتمعان في قلب وفؤادٍ واحدٍ.


(٣٢) ﴿ يا غريبًا عن المَحبوب ﴾

شمعُ قلبِك أشعَلَتهُ يدُ قدرتي، فلا تُطفئْه بأرياحِ النّفسِ والهوى. وطبيبُ جميع عِللكَ ذكري، فلا تغفَل عنه. اجعل كنزَك حبّي واحفظه كروحِك وبصرِك.


(٣٣) ﴿ يا أخي ﴾

من لساني السُّكّريّ اسمع كلماتي العذبة، ومن شفتيَّ المليحتيْن تجرّع سلسبيل القدسِ المعنويّ. في أرض القلب الطّاهرة انثر بذور حكمتي اللّدنّيّة وبماء اليقين اسقها، حتّى تَنبت سُنبلاتُ عِلمي وحِكمتي خضرةً نضرةً من البلدةِ الطّيّبة.


(٣٤) ﴿ يا أهلَ رضواني ﴾

في روضة قدس الرّضوان غرستُ بيد الألطاف نبتة محبّتكم ومودّتكم، وسقيتُها بأمطار مرحمتي. الآن حان وقت إثمارِها، فاجهدوا في حفظها لئلّا تحترقَ بنار الشّهوة والهوى.


(٣٥) ﴿ يا أحبّائي ﴾

أطفئوا سراج الضّلالة، وأوقدوا في قلوبِكم مشاعلَ الهداية الباقية. فعمّا قريب لن يرضى صيارفة الوجود في محضر المعبود إلّا التّقوى الخالصة، ولن يقبلوا إلّا العملَ الطّاهر.


(٣٦) ﴿ يا ابنَ التّراب ﴾

حكماء العباد هم من لا يتكلّمون إذا لم يلقوا أذنًا صاغية، كالسّاقي لا يقدِّم كأسًا إذا لم يجد طالبًا، والعاشق لا يصيحُ من أعماق قلبه إلّا إذا فاز بجمال المعشوق. فانثر إذًا حبّات الحكمة والعلم في أرض القلب الطّيّبة واستُرها حتّى تَنبت سنبلاتُ الحكمة الإلهيّة من القَلب لا من الطّين.



في السّطر الأوّل من اللّوح مذكورٌ ومسطورٌ، وفي سرادق حفظ الله مستورٌ:


(٣٧) ﴿ يا عبدي ﴾

لا تُضيّع بنزوةٍ مُلكًا لا يزول ولا بشهوةٍ سلطنة الملكوت. هذا هو كوثر الحيوان الجاري من معين قلم الرّحمن طوبى للشّاربين.


(٣٨) ﴿ يا ابنَ الرّوح ﴾

حطّم القَفص وطِر كعنقاء العِشق في فضاءِ القُدس. أعرض عن نفسك، واسكن بنَفَسٍ رحمانيّ في فضاء القدس الرّبانيّ.


(٣٩) ﴿ يا ابنَ الرّماد ﴾

لا تقنع براحة اليوم، ولا تنصرف عن راحةٍ دائمةٍ باقيةٍ، ولا تستبدل جنّة الخُلد والعيش الباقي بحفنة التّراب الفاني. من هذا السّجن أعرج إلى فضاء الرّوح البهيّ، ومن قفص الإمكان حلّق إلى بديع رضوان اللّامكان.


(٤٠) ﴿ يا عبدي ﴾

تخلّص من قيد ما ملكتَ، وتحرَّر من سجن نفسِك. اعدُد الوقت غنيمةً، لأَنَّك لن تشهد هذا الوقت، ولن تجد هذا الزّمان أبدًا.


(٤١) ﴿ يا ابنَ أمَتي ﴾

لو رأيتَ السّلطنة الباقيةَ لجاهدتَ مُعرضًا عن المُلك الفاني. ولكن في سَترِ الأولى حِكَمًا، وفي إظهار الأخرى رموزًا لا تدركها إلّا الأفئدةُ الطّاهرةُ.


(٤٢) ﴿ يا عبدي ﴾

طهِّر قلبَك من الغِلّ والحَسَد، ثمّ تهادى على بِساط القدس الأحد.


(٤٣) ﴿ يا أحبّائي ﴾

اسلُكوا سبيلَ رضاءِ المحبوب، ورضاؤُه كان ويبقى في رضا الخَلْق. يعني لا يدخل صديقٌ بيتَ صديقه دون رضاه، ولا يتصرّف في أمواله، ولا يُرجّح رضاءه على رضائِه، ولا يُقدّم نفسه في أيّ أمرٍ عليه. فتفكّروا في ذلك يا أولي الأفكار.


(٤٤) ﴿ يا رفيقَ عرشي ﴾

لا تسمعْ سوءًا ولا ترَ سوءًا، ونفسَك لا تَهِن وبالعويل لا تنشغِل. لا تقل سوءًا فتسمعه، ولا تعظّم عيبًا حتى لا يُعَظّمَ عيبُك، ولا تَبتغِ لأحد ذِلّة كي لا تبينَ ذِلّتُك. فَعِش أيّامِ عمرِك الّتي تُعدُّ أقلَّ من آنٍ؛ نقيّ الفؤاد، طاهر القلب، مُقدّس الفِكر، مُنزَّه السّريرة، حتّى تَعرُجَ إلى فردوس المعاني منقطعًا عن هذا الجسد الفاني وتجدَ لك مُستقرًّا في المَلكوتِ الباقي.


(٤٥) ﴿ وا أسفاه يا عُشّاق النّفس والهوى ﴾

عن المعشوق الرّوحانيّ كالبرق الخاطف مَضَيتم، وبالوهم الشّيطانيّ تعلّقتُم. للوهم سجدتُم وسمّيتموه الحقَّ، وإلى الشّوك بأنظاركم توجّهتم ودعوتموه الورد. فلا أنتم تنفّستم نفسًا نقيًّا، ولا هبّت من رياض قلوبكم نسائم الانقطاع. نصائح المحبوب المُشفقة في الرّياح ذَررتُم، وعن صفحة قلوبكم محوتم، وفي مراعي الشّهوة والهوى انطلقتم كسائمةِ الأنعامِ تتعيّشون.


(٤٦) ﴿ يا رفاقَ السّبيل ﴾

لماذا غَفَلتم عن ذكر المعشوق، وبعدتُم عن جوارِ المحبوب. قد استوى صِرْفُ الجمال في سُرادق اللّامثال على عرشِ الجَلال، وأنتم بهوى النّفس بالجدال منشغلون. تعبقُ روائحُ القُدسِ وتَهُبُّ نسائم الجود، وأنتم بالزّكام مبتلون، ومن كلِّ ذلك مَحرومون. فيا حسرةً عليكم وعلى الّذينهم يمشون على أعقابكم وعلى أثر أقدامكم هم يمرّون.



هذا ما نُزّل في السّطر الثّالث من أسطر القُدسِ الّتي أثبتَها القلمُ الخفيُّ في اللّوح الياقوتيّ:


(٤٧) ﴿ يا أبناءَ الآمال ﴾

انزعوا لباس الغرور عن أجسامكم، واخلعوا ثوبَ التّكبُّرِ عن أبدانِكم.


(٤٨) ﴿ يا أيّها الإخوان ﴾

ببعضكم ترفّقوا، وعن الدّنيا بقلوبكم ترفّعوا. بالعزّة لا تفتخروا ومن الذّلة لا تخجلوا. فوَجمالي، خَلَقتكُم من التّراب وإلى التّراب أعيدُكُم أجمعين.


(٤٩) ﴿ يا أبناءَ التُّراب ﴾

خبّروا الأغنياءّ بأنين الفقراءِ في الأسحار لئلَّا بغفلتهِم يَهلكون، ومن سدرة الغِنى يُحرمون. الكرم والجود من خصالي فهنيئًا لمن تزيَّن بخصالي.


(٥٠) ﴿ يا جوهرَ الهوى ﴾

دع الطّمعَ وخذ بالقناعةَ، فما يزال الطّامعُ محرومًا والقانعُ محبوبًا ومقبولًا.


(٥١) ﴿ يا ابنَ أمَتي ﴾

من الفَقر لا تَضطرب وبالغنى لا تطمئنّ. فكلُّ فقر يعقُبُه الغَناء، وكلُّ غنىً يُدركُه الفناء. وما عظيم النّعمة إلّا بالفقر عمّا سوى الله فلا تستهينوا به، لأنّ مآله الغنى بالله، وفي هذا المقام يَستَتر قولُه أنتم الفقراء، وتُشرق الكلمةُ المباركةُ والله هو الغني ظاهرةً باهرةً كجلوة الصّبح الصّادق عن أفق قلب العاشق، وعلى عرش الغنى تَستوي وتَستقرّ.


(٥٢) ﴿ يا أبناءَ الغَفلة والهوى ﴾

أدْخلتم عدوّي في بيتي وأقصيتم عنه محبوبي، لأنّكم في القلوب أنزلتُم حبَّ غيري. إلى بيان المحبوب أنصتوا وإلى رضوانه أقبِلوا. ما زال أصدقاء الظّاهر يحبّون بعضهم بعضًا من أجل مصالحهم الشّخصيّة، إلّا أنّ الصّديق الحقّ أحبّكم ويحبّكم من أجل أنفسكم، بل وقَبِلَ بلايا لا تُحصى في سبيل هدايتكم، فمِثله لا تُجافوا وإليه سارعوا. هذه شمسُ كلمة الصّدق والوفاء الّتي أشرقت من أفقِ إصبعِ مالكِ الأسماء، افتحوا آذانكم لإصغاء كلمة الله المهيمن القيّوم.


(٥٣) ﴿ أيّها المغرورون بالأموال الفانية ﴾

اعلموا أن الغِنى سدٌّ مُحكمٌ بين الطّالبِ والمطلوبِ والعاشقِ والمعشوقِ. هيهات أن يَرِدَ مقرّ القُربِ من الأغنياء أو يدخل مدينة الرّضا والتّسليم إلّا القليلُ. نِعمَ حالُ غنيٍّ لا يمنعه الغنى عن الملكوت الخالد، ولا يحرمُه من الدّولة الأبديّة. قسمًا بالاسم الأعظم، إنّ نور ذلك الغنيّ ليفيض على أهل السّماء كما نورُ الشّمس على أهلِ الأرض.


(٥٤) ﴿ يا أغنياءَ الأرض ﴾

الفقراء أمانتي بينكُم، إذًا احفظوا أمانتي كما ينبغي، ولا تنصرفوا تمامًا إلى راحةِ أنفسِكم.


(٥٥) ﴿ يا سليلَ الهوى ﴾

تطهَّر من لَوَثِ الغِنى، وتقدّم إلى أفلاك الفقر بكمال الارتياح حتى تشربَ خمر البقاء من معين الفناء.


(٥٦) ﴿ يا بُنيّ ﴾

صحبة الأشرار تزيدُ الغمَّ، ومصاحبة الأبرار تجلو صدأ القلب. من أراد أن يأنس مع الله فليأنس مع أحبّائه، ومن أراد أن يسمع كلام الله فليسمع كلمات أصفيائه.


(٥٧) ﴿ حذارِ يا ابنَ التّراب ﴾

مع الأشرار لا تألف وبهم لا تأنس، فمجالسة الأشرار تبدّلُ نورَ الرّوحِ بنارِ الحُسبان.


(٥٨) ﴿ يا ابنَ أمَتي ﴾

صاحب الأحرار إن ابتغيتَ فيضَ روحِ القدس. لأنّ الأبرار قد شربوا كأس البقاء من يد ساقي الخلد، وكالصّبح الصّادق يحيون قلوب الأمواتِ وينيرونها.


(٥٩) ﴿ أيّها الغافلون ﴾

لا تحسَبُنّ أسرار َالقلوب مستورةً، فأيقنوا أنّها بالخطِّ الجليِّ مسطورةٌ، ولدى ساحةِ القُدس حاضرةٌ مشهودةٌ.


(٦٠) ﴿ يا أحبّائي ﴾

الحقَّ أقولُ لكم، إنّ ما سَتَرتُم في قلوبِكُم واضح لدينا وضوحَ النّهار، وما سترناه إلّا فضلًا وجودًا لا استحقاقًا.


(٦١) ﴿ يا ابنَ الإنسان ﴾

من أعماق بحرِ رحمتي أغدقتُ على العالمين قطرةً فلم أجد مُقبلًا، لأنّ الكُلّ أعرضوا عن خمر التّوحيد الباقي اللّطيف وأقبلوا إلى النّبيذ الفاسد الكريه، قنعوا بالقَدَح الفاني وتركوا كأس الجمال الباقي. فبئس ما هم به يقنعون.


(٦٢) ﴿ يا ابنَ التّراب ﴾

لا تصرف النّظرَ عن الخمر اللّامثالِ للمحبوب الباقي لتنظُرَ الخمر الكَدِرَ الفاني. خُذ كؤوس البقاءِ من يد ساقي الأحديّة لتوهَب خالصَ الحِكمةِ وتسمعَ صوتَ الغيب المعنويّ. قل يا أيّها الأدنياء، لِمَ رجعتم عن شراب قدسيَ الباقي إلى الماء الفاني.


(٦٣) ﴿ قل يا أهلَ الأرض ﴾

اعلموا حقًّا أنّ بلاءً مباغتًا يتعقّبكُم، وعقابًا كبيرًا ينتظركُم. فلا تحسَبُنّ ما ارتكَبتُموه قد غاب عن عيني. قسمًا بجمالي، إنّ جميع فِعالِكم أثبتَها القَلَمُ الجليّ في الألواح الزّبُرجديّة.


(٦٤) ﴿ يا ظَلَمَةَ الأرض ﴾

كفّوا أيديكُم عن الظّلم، لأنّي أقسمتُ ألّا أترُكَ ظُلمَ أحد. وإنّ هذا عهدٌ عليّ في اللّوح المحفوظ قطعته، وبخاتَم العزّ مهرتُه.


(٦٥) ﴿ يا أيّها العُصاة ﴾

جرَّأكم صبري ونَزلتُم موارد الغفلة باصطباري، فصرتُم بمطيّة النّفس النّاريّة المتهوّرة إلى سبيل الهلاك تهرعون. أظننتُم أنّي بأمرِكم جاهلٌ، وعن أفعالِكم غافلٌ.


(٦٦) ﴿ أيّها المهاجرون ﴾

جُعل اللّسان لذكري فلا تدنّسوه بالغيبة. فإنْ غلبت عليكم النّفس النّاريّة فانشغلوا بذكر عيوبِ أنفسِكُم لا باغتياب خَلقي، لأنّ كلًّا أعرفُ بنفسه من عرفانه بنفوس عبادي.


(٦٧) ﴿ يا أبناءَ الوهم ﴾

اعلموا حقًّا ما إن يتنفّسُ الصّبحُ النّورانيّ من أفق القُدس الصّمدانيّ، حتى تنكشفَ الأسرارُ ويظهرَ للعالمين كلُّ فعل شيطانيّ اقتُرِفَ في اللَّيل الظّلمانيّ.


(٦٨) ﴿ يا عشبَ التّراب ﴾

كيف لا تلمَسون أثوابَكم بأيدٍ مُلطّخة بالسُّكّر ثمّ تلتمسُون مُعاشرتي بقلوبٍ دنّستها الشّهوةُ والهوى وتبتغون إلى ممالك قدسي سبيلًا. هيهات هيهات عمّا أنتم تريدون.


(٦٩) ﴿ يا أبناءَ آدم ﴾

تصعد الكلمةُ الطّيّبةُ والأعمالُ الطّاهرة المقدّسةُ إلى سماءِ العزّةِ الأحديّة، فاجهدوا أن تطَّهَّر أعمالُكم من غبار الرّياء وكدَر النّفس والهوى لتنعَم بقبول ساحة العزّ، لأنّه عمّا قريب لن يرضى صيارفةُ الوجودِ في محضرِ المعبودِ إلّا التّقوى الخالصة، ولن يقبلوا إلّا العملَ الطّاهرَ. إنّها شمسُ الحكمة والمعاني الّتي أشرقت من أفق فم المشيئة الرّبّانيّة. طوبى للمقبلين.


(٧٠) ﴿ يا ابنَ الدّنيا ﴾

ساحةُ الوجود بهيجةٌ لو أقبلتَ، وبساطُ البقاء طيّبٌ لو تهاديتَ مُعرضًا عن المُلك الفَاني، ونشوةُ السّكْرِ عذبةٌ لو تجرّعتَ كأسَ المعاني من يد الغُلام الإلهيّ. فإن فُزت بهذه المراتب فَرِغتَ من العدم والفناء ومن الزّلل والعَناء.


(٧١) ﴿ يا أحبّائي ﴾

اذكروا عهدَكُم لي على جبل فاران الواقع في بقعة الزَّمان المُباركة، وقد أشهدتُ عليه الملأَ الأعلى وأصحابَ مَديَن البقاء. فما أرى اليومَ فيكم من وفيّ قائم. حقًّا، إنّ الغرور والعصيان محواه من القُلوب بحيث لم يبقَ له من أثرٍ. مع علمي به صبرتُ وسَترتُ.


(٧٢) ﴿ يا عبدي ﴾

إنّما مَثَلُك كمَثَل سيفٍ مرصّع بالجوهر أُغمد في قِرابٍ مُظلم ظلّ قدْره عن عرفان الصُّنّاع مستورًا. فاخرُج إذًا من غِمدِ النّفس والهوى حتّى يَبينَ جوهرك للعالمين مُضيئًا.


(٧٣) ﴿ يا حبيبي ﴾

أنت شمسُ سماءِ قُدسي، فلا تَكْسِفْها بلَوَث الدّنيا. اخرُق حجاب الغفلة حتى تبزُغَ من خلف السَّحاب بغير سَترٍ وحجاب، وتخلعَ على كلّ موجودٍ خِلعَة الوُجود.


(٧٤) ﴿ يا أبناءَ الغرور ﴾

انصرفتم عن جبروتي الباقي إلى سلطنةٍ فانيةٍ. وتزيّنتُم بالأصفر والأحمر وبه تفتخرون. فوجمالي، لأُدخِلنّكم جميعًا خيمة التّراب بلونها الواحد، وأُزيلَنّ كلّ هذه الألوان المختلفة إلّا مَنْ يتلوّنون بلوني وهو التّقديس عن كلِّ لون.


(٧٥) ﴿ يا أبناءَ الغَفلة﴾

لا تتعلّقوا بالسّلطنة الفانية ولا تفرحوا بها. إنّما مَثَلُكم كَمَثَل طيرٍ غافلٍ يحطّ على فَنَنٍ في بستان بكمال الاطمئنان، فيباغته صيّاد الأجلِ ويرديه على التّراب، فلا أثرَ باقِ لِنَغَمٍ أو هيكلٍ أو لونٍ. فاعتبروا يا عبيد الهوى.


(٧٦) ﴿ يا ابنَ أمَتي ﴾

من قبلُ كانت الهداية بالأقوال والآن هي بالأفعال. فلتصدر الأفعال عن هيكل الإنسان قدسيّة، فالكُلُّ بالأقوال شُرَكاء إلّا أحبّاءَنا الّذين انفردوا بالأفعال الطّاهرة المُقدّسة، فاجهدوا إذًا بأرواحكم وقلوبكم أن تتميّزوا بأفعالِكم عن الخلائقِ أجمعين. كذلك نصحناكم في لوح قدسٍ منير.


(٧٧) ﴿ يا ابنَ الإنصاف ﴾

في اللّيل عاد جمال هيكل البقاء من عُقبة الوفاء الزّمرّديّة إلى سدرة المُنتهى، وبكى على شأنٍ بكى لأنينه الكرّوبيّون وأهل ملأ العالّين. ثم سُئل عن سبب نُواحه وندبه فذكر أن قد انتظرتُ على عقبةِ الوفاءِ كما أُمرتُ، ولم أتنسّم من أهل الأرض رائحةَ الوفاء. فدُعيتُ للرّجوع، نظرتُ فإذا ببعض الحمامات القُدسيّة بين براثن كلاب الأرض مُبتليةً، حينئذٍ هَرَعتِ الحوريّة الإلهيّة من القصر الرّوحانيّ بلا سَترٍ وحجابٍ وسألتْ عن أسمائها، فذُكرت كلُّها إلّا واحدًا، ولمّا كان الإصرار جرى اللّسان بالحرف الأول، فطَلَع له أهلُ الغُرُفات من مكامن عزّهم مُسرعين. وما إن قيل الحرفُ الثّاني حتّى خرّوا على التّراب أجمعين. عند ذاك، علا النّداء من مكمن القرب لا يجوزُ المزيد. إنّا كنّا شهداء على ما فعلوا وحينئذٍ كانوا يفعلون.


(٧٨) ﴿ يا ابنَ أمَتي ﴾

من اللّسان الرّحمانيّ اشربْ سلسبيل المعاني، ومن مشرقِ بيان السُّبحان اشهدْ إشراقَ أنوارِ شمسِ التّبيان بغير سترٍ وكتمان. وفي أرض القلب الطّاهرة انثر بذور حكمتي اللّدنيّة، وبماء اليقين اسقها، حتى تَنبُتَ سُنبلاتُ علمي وحكمتي خَضِرة نَضِرة من البلدة الطّيّبة.


(٧٩) ﴿ يا ابنَ الهوى ﴾

إلى متى تطير في الهوى النّفسانيّ. وهبتُك بعنايتي جناحين لتطير في فضاء قدس المعاني لا في هواء الوهم الشَّيطانيّ. ومنحتُك المِشطَ حتى ترجِل به غدائري المسكيّة لا لتَخدِش جيدي.


(٨٠) ﴿ يا عبادي ﴾

أنتم أشجارُ رضواني، فلتظهر منكم أثمارٌ بديعةٌ طيّبةٌ حتى تَنتفعوا وتَنفعوا. لذا وجب على الكلِّ الاشتغالُ بالكسبِ والصّنائع. إنّها أسبابُ الغِنى يا أولي الألباب وإنّ الأمور معلّقة بأسبابها وفضل الله يُغنيكم بها. والشّجرُ بلا ثمرٍ كان وما يزال خليقًا بالنّار.


(٨١) ﴿ يا عبدي ﴾

أدنى النّاسِ الذين يَظهرونَ في الأرض بلا ثمرٍ؛ إنّهم في الحقيقة في عِداد الموتى محسوبون، بل إنّ الأمواتَ عند الحقِّ أفضلُ من تلك النّفوسِ المُعطّلة المُهمِلة.


(٨٢) ﴿ يا عبدي ﴾

خيرُ النّاس الّذين يعملونَ ويَكسبونَ ويُنفقونَ على أنفسهم وذوي القُربى حُبًّا لله ربِّ العالمين.
عروسُ المعاني البديعةِ بفضلِ العنايةِ الإلهيّة والألطاف الرّبّانيّة من خِبئها خلفَ أستار البيان قد ظهرت، وكشعاعِ جمال المحبوب المُنير قد تجلّت. أشهدُ أيّها الأحبّاء أنَّ النِّعمةَ قد تمّت، والحجّةَ قد كَمُلت، والبرهانَ قد لاح، والدّليلَ قد قام. فلننظر الآن ماذا تُبديه همّتكم من مراتب الانقطاع، كذلك تمّت النّعمة عليكم وعلى من في السّموات والأرضين، والحمد لله ربّ العالمين.


%
تقدم القراءة
- / -