الدين البهائي
"لتكن رؤيتكم عالمية ..." -- حضرة بهاء الله
"لو رزقت قليلًا من زلال المعرفة الإلهيّة لعرفت بأنَّ الحياة الحقيقيّة هي حياة القلب لا حياةُ الجسد ..." -- حضرة بهاء الله
"إن دين الله ومذهب الله يهدف إلى حفظ واتحاد واتفاق العالم والمحبة والألفة بين اهل العالم." -- حضرة بهاء الله

من آثار حضرة بهاء الله الكتابية


نبذة عن سيرة من خاطبهم القلم الأعلى في هذه المجموعة – الواح حضرة بهاء الله الى الملوك والرؤساء - من منشورات دار النشر البهائية في البرازيل، ص ١٣٩.


نبذة

عن سيرة من خاطبهم القلم الأعلى في هذه المجموعة


ناصر الدّين شاه

ناصر الدّين شاه هو ابن محمّد شاه القاجاري، ولد في عام ١٢٤٥ هجريّة وجلس على عرش إيران في عام ١٢٦٤ هجريّة (١٨٤٨م) وذلك بعد وفاة والده مباشرة، وكان جلوسه مقارناً وقائع قلعة الشّيخ طبرسي بمازندران حيث أدّت إلى استشهاد أصحاب حضرة الباب بمن فيهم جناب الميرزا محمّد علي الملقّب ﺑ"القدّوس" وجناب الملاّ حسين بشروئي الملقّب ﺑ"باب الباب" كما وقعت حوادث مؤلمة ومجازر متعدّدة إبّان حكم هذا الحاكم أهمّها استشهاد حضرة الباب ومجزرة طهران وحوادث نيريز وزنجان.


صدر اللّوح المبارك باسمه في أدرنه قبيل نفي حضرة بهاء الله إلى قلعة عكّا في عام ١٨٦٨م، ثمّ أرسل اللّوح إلى الشّاه بعدما دخل حضرة بهاءالله سجن عكّا "السّجن الأعظم" وذلك بواسطة الميرزا بزرك الملقّب ﺑ"بديع" وهو ابن الميرزا عبد المجيد النّيشابوري الّذي كان من بين الّذين اشتركوا في حوادث الطّبرسي بقيادة جناب الملاّ حسين بشروئي ثمّ نجا من الموت وأدرك محضر حضرة بهاء الله وتشرّف بلقائه في سجن عكّاء.


جاء في كتاب "من مفاوضات عبد البهاء" البيان المبارك التّالي:


"أرسل حضرة بهاء الله توقيعاً لجلالة ناصر الدّين شاه، وفي هذا التّوقيع يتفضّل حضرته بقوله أحضرني وأحضر جميع العلماء واطلب الحجّة والبرهان حتّى يتبيّن الحقّ من الباطل، فأرسل جلالة ناصر الدّين شاه التّوقيع المبارك إلى العلماء وكلّفهم أن يبدوا رأيهم فيما عرض عليهم، غير أنّهم لم يجرءوا على ذلك فطلب من سبعة أشخاص من مشاهير العلماء أن يجيبوا على هذا التّوقيع، ولكن بعد مدّة أعادوا التّوقيع المبارك قائلين إنّ هذا الشّخص معارض للدّين وعدوّ للشّاه، فغضب جلالته من ردّهم وقال إنّ هذه المسألة مسألة الحجّة


والبرهان وقضيّة الحقّ والباطل، فما علاقتها بالعداء للحكومة؟ فيا للأسف كم نحن راعينا هؤلاء العلماء واحترمناهم وهم عاجزون عن جواب هذا الخطاب."(۱)


ويصرّح جناب أبو الفضائل في كتاب "الحجج البهيّة" بما يلي:


"وقد بعث الكتاب الكريم إلى حضرة الملك بيد رسوله الشّاب البديع الذّي أدهش العالمين بقوّة إيمانه وعظيم إيقانه وجميل صبره واصطباره وعجيب سكونه وقراره وتحمّل الموت المريع ببشاشته ووقاره، فإن الأعوان القساة المردة الطّغاة كووا أعضاءه ثلاثة أيّام متوالية بالحديد المحمّر بالنّار حتّى انتثرت لحومه من عظامه وانفصل كلّ عضو من مقامه وهو لم يظهر أدنى تأوّه وتململ ولم يبدِ أقلّ انزعاج وتذلّل حتّى فاضت نفسه الطّيّبة وانتهت حياته المعجبة، فصعد إلى الرّفيق الأعلى والمنظر الأبهى بوجه مشرق بهيّ ضاحك مستبشر تتلألأ أنواره كالشّمس في رائعة الضّحى."(٢)


اغتيل ناصر الدّين شاه على يد الميرزا رضا الكرماني أحد أتباع السّيّد جمال الدّين الأفغاني داعية توحيد المسلمين عندما كان يستعدّ لإقامة احتفال بمناسبة مرور خمسين عاماً على حكمه وذلك في عام ١٣١٣ هجريّة (١٨٩٦م) ودفن في مزار حضرة عبد العظيم بالقرب من مدينة طهران العاصمة.


ناپلیون الثّالث

هو ابن شقيق ناپلیون الأوّل بونابارت إمبراطور فرنسا الكبير. ولد جاركس الذي أخذ فيما بعد اسم ناپلیون الثّالث في باريس عام ١٨٠٨م وجلس على العرش عام ١٨٥٣م ونصب نفسه إمبراطوراً على شعب فرنسا وأهمّ حوادث أيّام حكمه النّكسة الّتي أصيبت بها فرنسا إثر انهزامه أمام جيش بيسمارك في عام ١٨٧٠م ثم أسره. توفّي ناپلیون الثّالث في عام ١٨٧٣م.


وجاء في كتاب "من مفاوضات عبد البهاء" البيان المبارك التّالي:


"حرّر حضرة بهاء الله خطاباً إلى نابوليون بمجرّد وروده السّجن وأرسل بواسطة سفير فرنسا ومضمونه أن تسأل عن جرمنا الّذي صار سبباً لهذا الحبس، فلم يجب نابوليون وبعده صدر توقيع ثانٍ وذلك التّوقيع مندرج في سورة الهيكل ومختصر الخطاب هو يا نابوليون حيث إنّك لم تجب ولم تصغِ للنّداء فعمّا قريب تذهب سلطنتك أدراج الرّياح ويحلّ بك الخراب، وأرسل ذلك التّوقيع بالبريد بواسطة قيصر كتفاكو وباطّلاع جميع المهاجرين، أرسلت صورة هذا الخطاب إلى جميع أطراف إيران لأنّ كتاب الهيكل كان قد نشر في جميع أنحاء إيران في تلك الأيّام، وهذا الخطاب من جملة ما درج في كتاب الهيكل، وكان ذلك سنة ١٨٦٩ ميلاديّة ولمّا انتشرت سورة الهيكل في جميع جهات إيران والهند وقع في أيدي جميع الأحباب والكلّ كان ينتظر نتائج هذا الخطاب ولم يمضِ زمن طويل حتّى جاءت سنة ١٨٧٠ ميلاديّة واشتعلت نار الحرب بين ألمانيا وفرنسا ومع أنّه لم تخطر ببال أحد غلبة الألمان أبداً فقد غُلب نابوليون وهُزم شرّ هزيمة ووقع أسيراً في يد الأعداء وتبدّلت عزّته بالذّلّة الكبرى.(٣)


قيصر روسيا ألكساندر الثّاني

نقولاويج ألكساندر الثّاني الّذي خاطبه حضرة بهاء الله هو الابن الأرشد لنقولا الأوّل. ولد عام ١٨١٨م وكان يحكم على البلاد حكماً استبداديّاً، غير أنّه كان مهتمّاً بإصلاح الأمور الاجتماعيّة وكانت جمعيّة الأحرار والمثقّفين ساخطة على حكم هذه الأسرة الّتي طال أمد حكمها منذ أكثر من قرنين، بذلت محاولات عدّة لاغتياله وأخيراً قتل بانفجار قنبلة ألقيت على قدميه في مدينة سان بطرسبورغ وذلك في عام ١٨٨١م.


الملكة فكتوريا

ولدت هذه الملكة عام ١٨١٩م وجلست على عرش الإمبراطوريّة البريطانيّة عام ١٨٣٧م وحين أصبحت شبه القارّة الهنديّة بكاملها تحت حكمها لقّبت "إمبراطوريّة أنكلترا والهند" ومن خصائص عهدها إلغاء الرّقّ ومنع بيع العبيد في أنحاء مملكتها الأمر الّذي أخذ يجري في بلاد أخرى أسوة بحكومتها.


حكمت هذه الملكة بريطانيا العظمى مدّة أربعة وستّين عاماً وتوفّيت عام ١٩٠١م ونُقل عنها بأنّها بعد تسلّمها اللّوح المبارك قالت إنّه إذا كان هذا الأمر من جانب الله فسوف يبقى وإلاّ فلن يكون له أيّ ضرر.


ويلهلم الأوّل

ويلهلم الأوّل هو الملك البروسيّ الّذي توفّق بمساعدة رئيس وزرائه بسمارك إلى توحيد الدّويلات الألمانيّة الّتي كانت مستقلّة عن بعضها وكان لكلّ منها ملك. وعندما غلب نابوليون الثّالث عام ١٨٧٠م توّج ويلهلم الأوّل في قصر فرساي من قبل جميع الملوك والأمراء الألمان تتويجاً رسميّاً اعتبروه إمبراطوراً لألمانيا. ساد حكمه وسلطانه جميع أنحاء المملكة، واستمرّ في الحكم حتّى عام ١٨٨٨م ومات في سنّ الحادية والتّسعين. خاطب حضرة بهاء الله في كتاب الأقدس هذا الملك وثمّ في نفس الكتاب خاطب "نهر الرّين" وتفضّل قائلاً:


"يا شواطي نهر الرّين قد رأيناك مغطّاة بالدّماء بما سلّ عليك سيوف القضاء ولك مرّة أخرى ونسمع حنين البرلين ولو أنّها اليوم على عزّ مبين."


فرانسوا جوزيف

إنّ ملك النّمسا الّذي خاطبه حضرة بهاء الله في الكتاب الأقدس هو فرانسوا جوزيف الّذي حكم النّمسا والمجر منذ عام ١٨٤٨م حتى عام ١٩١٦م والّذي فيه تقوّض أساس سلطنة هذه السّلالة، وكان فرانسوا جوزيف قد واجه تتابع الحوادث المؤلمة إبّان حكمه فابنه انتحر في عام ١٨٨٩م عندما كان يتجوّل في غابات مايرلينك مع خطيبته فأصابته نوبة جنونيّة ثمّ ما لبث أن شهر مسدّسه وقتل أوّلاً خطيبته ثمّ قتل نفسه. وأمّا زوجته الملكة فقد سئمت قيود البلاط حيث لم تكن على وفاق مع الإمبراطور وكانت كثيرة الأسفار وأخيراً بينما كانت في مدينة جنيف عام ١٨٩٨م تعبر جسر مون بلان مع أحد مرافقيها هاجمها أحد الفوضويّين المسمّى ﺑ(لوكجني) وقتلها بطعنة من خنجره. وابنه الآخر الّذي عيّن وليّاً للعهد قتل برصاص أحد الطّلاب الصّرب فأدّت الحادثة إلى اندلاع الحرب العالميّة الأولى عام ١٩١٤م.


السّلطان عبد العزيز

خاطب حضرة بهاء الله هذا السّلطان في سورة الملوك وكذلك خاطبه بواسطة وزيره يوم كان منفيّاً في إسطنبول إثر إبلاغه فرمان النّفي إلى أدرنة. وُلد السّلطان عبد العزيز عام ١٨٣٠م وجلس على عرش السّلطنة العثمانيّة عام ١٨٦١م ولم يلبث في هذه الدّنيا بعد خلعه إلاّ أربعة أيّام ثمّ مات في ظروف غامضة في قصر ﭼراغان بمدينة إسطنبول.


وفي الكتاب الأقدس الّذي صدر من يراعة حضرة بهاء الله بعد دخوله سجن عكّا يخاطب القلم الأعلى مدينة إسطنبول قائلاً:


"يا معشر الرّوم نسمع بينكم صوت البوم ءأخذكم سكر الهوى أم كنتم من الغافلين، يا أيّتها النّقطة الواقعة في شاطي البحرين قد استقرّ عليك كرسيّ الظّلم واشتعلت فيك نار البغضآء على شأن ناح بها الملأ الأعلى والّذين يطوفون حول كرسيّ رفيع، نرى فيك الجاهل يحكم على العاقل والظّلام يفتخر على النّور وإنّك في غرور مبين، أغرّتك زينتك الظّاهرة سوف تفنى وربّ البريّة وتنوح البنات والأرامل وما فيك من القبآئل كذلك ينبّئك العليم الخبير."


عالي باشا

ولد محمّد أمين الملقّب بعالي باشا في عام ١٨١٥م بمدينة إسطنبول، وتدرّج في الوظائف الحكوميّة منذ عهد شبابه نظراً لثقافته وإلمامه باللّغة الفرنسيّة حتّى وصل إلى مقام الوزير الأوّل.


كانت له ولمساعده فؤاد باشا وزير الخارجيّة يد في نفي حضرة بهاء الله من أدرنة إلى عكّا ولقد تنبَّأ حضرة بهاء الله بعزل عالي باشا في لوح صدر من يراعته باسم جناب الشّيخ كاظم سمندر(٤)، ولم تمضِ فترة طويلة على صدور اللّوح المبارك حتّى عزل عالي باشا من منصبه ثمّ مات في عام ١٨٧١م أي بعد ثلاث سنوات من نفي حضرة بهاء الله إلى عكّاء.


أمّا مساعده فؤاد باشا فقد توفّي بمدينة باريس قبله بسنتين إثر مرض عضال وقد ذكر حضرة بهاء الله بالتّفصيل عن فؤاد باشا في اللّوح المبارك الصّادر باسم جناب سمندر.


ثبت بالمصادر:
إنّ النّبذة الواردة في الصّفحات السّابقة مقتبسة من:
١- "خطابات القلم الأعلى" تأليف الأستاذ محمّد علي فيضي تعريب الأستاذ عزيز صبور والتّرجمة لم تنشر حتّى تاريخه.
٢- "الواح نازله خطاب بملوك ورؤساء ارض" طبع عام ١٢٤ بديع (١٩٦٧م). ٣- THE ENCYCLOPAEDIA OF ISLAM E.J. BRIEL, LEIDEN, NETHERLANDS, ١٩٧١.


(۱) الصّفحة ٣٦ من كتاب "من مفاوضات عبد البهاء"، طبع عام ١٩٨٠، دار النّشر البهائيّة في بلجيكا.
(٢) الصّفحة ٢٢٦ من كتاب "مختارات من مؤلّفات أبو الفضائل" طبع عام ١٩٨٠، دار النّشر البهائيّة في بلجيكا.
(٣) الصّفحة ٣٦ من كتاب "من مفاوضات عبد البهاء"، طبع عام ١٩٨٠، دار النّشر البهائيّة في بلجيكا.
(٤) راجع "آثار قلم اعلى" الجزء الأوّل الصّفحة ١٧٦ طبع عام ١٢٠ بديع دار النّشر البهائيّة في طهران.


%
تقدم القراءة
- / -