الدين البهائي
"لتكن رؤيتكم عالمية ..." -- حضرة بهاء الله
"لو رزقت قليلًا من زلال المعرفة الإلهيّة لعرفت بأنَّ الحياة الحقيقيّة هي حياة القلب لا حياةُ الجسد ..." -- حضرة بهاء الله
"إن دين الله ومذهب الله يهدف إلى حفظ واتحاد واتفاق العالم والمحبة والألفة بين اهل العالم." -- حضرة بهاء الله

السيطرة على المخدرات والحماية من الإدمان: نظرة بهائية

بيان مُنقّح ومُحدّث، تمّ تقديمه أساسًا، بتاريخ ١٤ تشرين ثاني/نوفمبر- ١٩٧٤، إلى قسم المواد المخدرة التابع للأمم المتحدة، جواباً على استبيان حول "الإجراءات اللازمة لمكافحة إدمان المخدّرات".


١٤ شباط/فبراير ١٩٨٦

 


إنّ الجامعة البهائيّة العالميّة التي تتكوّن من جامعات بهائيّة في أكثر من ١٤٠ دولة مستقلّة وتمثّل أكثر من ٢٠٠٠ من الأصول العرقيّة المختلفة للبشر، ويزيد أتباعها عن ثلاثة ملايين طفل وشاب وبالغ من الجنسين، تعيش وفق مبادئ وتعاليم حضرة بهاءالله، مؤسّس الدّين البهائيّ.

 


إحدى هذه التعاليم هي "الامتناع التّام عن تناول المشروبات الكحوليّة والأفيون وما يماثلها من عقاقير تسبّب الإدمان". لقد تمّ توضيح هذا التّحريم بشكل أكبر في عدّة فقرات من الكتابات البهائيّة، الواردة أدناه:

   

١-

شرب الكحول محرّم حسب نصّ الكتاب الأقدس لأنّها تسبّب الأمراض المزمنة وتُضعف الأعصاب وتُذهب بالعقل... فهو مُحرّم على كلّ مؤمن سواء رجلٍ أم امرأة.

 

٢-

أمّا عن الأفيون القذر الملعون.... فإنّه بصريح نصّ الكتاب الأقدس – كتاب التشريع- محرّم ومذموم وشربه ضربٌ من الجنون. لقد أكّدت التجربة أنّ الذي يستسلم له فإنه يعزل نفسه عن العالم الإنسانيّ. أستعيذ بالله من ارتكاب مثل هذا الأمر الفظيع الهادم للبنيان الإنسانيّ، والمسبّب للخسران الأبديّ، إذ يستولي على النّفس، فيموت الوجدان، ويزول الشّعور، ويتلاشى الإدراك، وينقلب الحيّ ميتاً، وتخمد حرارة الطّبيعة، ولا يمكن تصوّر مضرّة أعظم من ذلك. هنيئاً لنفوس لم يتحرّك لسانهم بذكر الأفيون، فما بالك باستعماله.

 

٣-

أمّا عن الحشيش.... إنّه لأسوأ المسكرات جميعًا، وتحريمه صريح، وبسببه يضطرب التّفكير وتخمد روح الإنسان في جميع الأطوار. إنّ الخمر يسبب ذهول العقل، ويؤدي إلى سفيه الأعمال.... أمّا هذا الحشيش الزقّوم فإّنه يُزيل العقل ويُخمد النّفس ويجمّد الرّوح ويهزل الجسد ويورث الإنسان الخيبة والخسران.

 

٤-

يجب على البهائيّين ألاّ يستعملوا العقاقير المؤدية للهلوسة بما في ذلك نبتة الصبار الإلهي البيّوت (Payote) والـ (LSD) وما شابه ذلك إلاّ في العلاج الطبّي وعليهم كذلك الامتناع عن إجراء التّجارب بهذه المواد.

 

٥-

بخصوص الإدّعاء بالمزايا الروحانيّة للمخدّرات المهلوسة... إنّ الحافز الروحيّ لا يتحقّق إلاّ بالتوجّه القلبيّ لحضرة بهاءالله وليس بالوسائل الماديّة كالمخدّرات وغيرها...

 

٦-

إنّ المواد المهلوسة هي نوع من أنواع المسكرات. على البهائييّن وخاصّة الشّباب منهم، الامتناع التّام عن استعمال مثل هذه المواد ويتوقع منهم علاوة على ذلك الإطاعة الوجدانيّة لقوانين بلادهم المدنيّة، فمن الواضح إذًا أنّ عليهم تجنّب تعاطي هذه العقاقير. وعلى شباب اليوم قاطبة مسؤوليّة كبيرة نحو السّعي في سبيل مستقبل سلام العالم وسلامته.

 
 

إنّ البهائيين الموجودين اليوم في أكثر من ١١١٠٠٠ مركز في أنحاء العالم ملتزمون بتعاليم دينهم الذي يُحرّم تناول المشروبات الكحوليّة، والأفيون، والمواد المخدّرة والعقاقير الأخرى المؤدّية للإدمان. والتفسير البسيط جدًا والمنطقي لهذا التّحريم يقع في الأهمّية العظمى التي توليها الجامعات البهائيّة لتنمية وحماية عقل الإنسان. فأيّ شيء يعمل على تدمير الوعي الإنسانيّ، أو يفسد قدراته على تنمية ليس فقط "عزيمة قوية" و"شخصية ممتازة"، ولكن أيضاً تنمية "سعة اطلاعه وتعلّمه" و"قدرته على حل المشاكل الصعبة"، كلّ ذلك التّحريم التّام هو في سبيل أنبل الأهداف البشرية في خدمة الصالح العام.

 


وكما هو ملاحظ، فإنّ الجامعات البهائيّة تساهم بشكل كبير في أعمال الأمم المتحدة في مكافحة المخدّرات والحماية من سوء تعاطيها وإدمانها، وذلك من خلال التزام البهائيين الذين يعملون على تطبيق قِيَم وتعاليم دينهم في حياتهم اليوميّة. كما يشارك البهائيّون بفاعليّة، كلّما أُتيحت لهم الفرصة، في البرامج التثقيفيّة المتعلّقة بالمخدّرات. إضافة إلى ذلك، وحيث أنّهم يؤمنون بوجوب اتفاق الدّين والعلم كوجهين لحقيقة واحدة، فأنه بالإمكان الآن الإضافة إلى التفسيرات المنطقيّة الموجودة في الكتابات بخصوص تحريم الكحول والمخدرات، فهناك دلائل علميّة تتزايد عامًا بعد عام، كمًّا ونوعًا، مُوضحة بشكل مقنع مدى الضّرر الذي يحدثه تناول مثل هذه المواد على جسم الإنسان، وبالتالي على الوعي الإنساني.


النص الإنجليزي:

Prevention and Control of Drug and Substance Abuse: A Bahá'í Perspective
BIC Document #86-0214
Category: Social Development


%
تقدم القراءة
- / -