الدين البهائي
"لتكن رؤيتكم عالمية ..." -- حضرة بهاء الله
"لو رزقت قليلًا من زلال المعرفة الإلهيّة لعرفت بأنَّ الحياة الحقيقيّة هي حياة القلب لا حياةُ الجسد ..." -- حضرة بهاء الله
"إن دين الله ومذهب الله يهدف إلى حفظ واتحاد واتفاق العالم والمحبة والألفة بين اهل العالم." -- حضرة بهاء الله

العظمة التي يمكن أن تكون لهنّ: حماية حقوق المرأة

بيان الجامعة البهائية العالمية للمؤتمر العالمي حول حقوق الإنسان


فيينا، النمسا

١٤-٢٥ حزيران/يونيو ١٩٩٣


"يجب أن تكون هناك مساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة … لأن عالم البشرية له جناحان: الرجل والمرأة. إذا أصاب أحد الأجنحة خلل أو عيب وأصبح غير قادر على الطيران، سيحد هذا من قوة الجناح الآخر، وبهذه الطريقة سيصبح الطيران أمراً مستحيلاً. - عبد البهاء


ترحّب الجامعة البهائيّة العالميّة بالفرصة التي أتيحت لها لتناول البند الحادي عشر من جدول أعمال هذا المؤتمر العالميّ التاريخيّ. إنّنا نأمل أن يستمرّ الاهتمام الشّامل للحقوق الإنسانيّة للمرأة في جميع الاجتماعات المستقبليّة التي تُعنى بتقدّم حقوق الإنسان، كما نؤيد مشروع القرار الذي تبنّته المفوضيّة حول وضع المرأة في جلستها المنعقدة عام ١٩٩٣، والذي يحثّ على الأخذ بعين الاعتبار حقوق المرأة واهتماماتها تحت جميع البنود المذكورة في جدول الأعمال المقترح للمؤتمر العالميّ لحقوق الإنسان.


إنّ استمرار وتصاعد العنف الموجّه ضدّ النساء على الصعيدين الشخصيّ والمؤسسّي على السّواء، يمكن أن يعزى بشكل كبير إلى الحرمان التقليديّ للنساء من المشاركة فى عمليات التنمية واتخاذ القرار. هنالك حاجة إلى إجراء تعديل جذري في النظرة الجماعية للبشرية بهديٍ من القيم العالميّة والمبادئ الروحانيّة. كما أنّ هناك حاجة إلى سنّ تشريعات توفر تعبيرًا عمليًّا لمبدأ تساوي الجنسين وذلك بتناول المظالم الخاصة التي تواجهها النساء.


إنّ العنف المنزليّ هو واقع حياة بالنسبة للكثير من النساء في أنحاء العالم، بغضّ النظر عن الجنس، والطبقة، والخلفية التعليميّة. إنّ المعتقدات التقليديّة في العديد من المجتمعات تعتبر النساء عبئًا ممّا يجعلهنّ أهدافا سهلة للغضب. وفي حالات أخرى، إذا ما انكمش الوضع الاقتصاديّ أو انهار، يصبّ الرّجال جامّ غضبهم وإحباطهم على النّساء والأطفال. وما يزال العنف ضدّ النساء قائمًا ومستمرًا في جميع أنحاء العالم، لعدم وجود عقاب لمن يمارسونه.


يجب إعادة النظر في المعتقدات والعادات التي تسهم في اضطهاد النساء وقمعهنّ وذلك في ضوء العدل والإنصاف. وعندما يتمّ فهمه بطريقة صحيحة، سيؤدي مبدأ المساواة الجوهريّة بين الرّجل والمرأة إلى تحوّل في جميع العلاقات الاجتماعيّة وإلى إتاحة المجال لكلّ شخص بأن يقوم بتنمية مواهبه ومهاراته الفريدة. إنّ الاستفادة من نقاط القوّة لدى الجميع ستعزّز نضج المجتمع. ومع ازدياد تقبّل مبدأ المساواة، فإن التحدي المتمثل في نقله إلى الجيل القادم يجب أن يكون مهمة تقع على عاتق الوالدين والمدارس والحكومات والمنظّمات غير الحكوميّة (NGOs).


إنّ العائلة هي الوحدة الأساسيّة التي يتكوّن منها المجتمع: وعلى جميع أفرادها أن يتلقّوا التربية والتّعليم وفقًا لمبادئ روحانيّة. ويجب حماية حقوق الجميع، وتدريب الأطفال على احترام أنفسهم واحترام الآخرين. وطبقًا للتّعاليم البهائيّة، فإنّ "سلامة الروابط العائليّة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار باستمرار، وحقوق أفرادها يجب أن لا تُنتهك."


إنّ تعليم القيم الروحانيّة ليس أمرًا ضروريًا من أجل حماية النساء فحسب، بل في الحقيقة، لتنمية وتعزيز الاحترام لجميع الناس، حتى يتمّ الحفاظ على عزّة الإنسان وكرامته وخلق فكر أخلاقي يعمّ الكرة الأرضية ويدعم ويحافظ على كافة الحقوق الإنسانيّة. إنّ الجامعة البهائيّة العالميّة على ثقة، بأن لا شيء غير غرس القيم الروحانية يمكن أن يُحدث تحوّلًا لدى الأفراد والمؤسّسات، بشكل يؤمّن احترام حقوق الإنسان لجميع البشر.


من خلال المجالس الإدارية المحليّة والمركزيّة المتواجدة في أكثر من ١٦٥ دولة، تعمل الجامعة البهائيّة بطرق مختلفة من أجل تغيير وضع المرأة والنظرة إليها. ومن الأمثلة الجديرة بالاهتمام، هو التعاون بين UNIFEM (صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة) والجامعات البهائية في كلّ من بوليفيا والكاميرون وماليزيا، الذي يهدف إلى تحسين وضع النساء الرّيفيات عن طريق استخدام التراث، كالموسيقى والرّقص، لتحفيز الحوار في القرى حول دور المرأة. إنّ تجارب وخبرات جامعتنا وتعاليم حضرة بهاء الله تجعلنا واثقين بأنّ عالمنا مقدّر له أن يتجاوز الوضع الحاليّ إلى وضع يتمتّع فيه جميع أفراد العائلة الإنسانيّة، بدرجة متساوية، بإدراك كامل لحقوقهم الإنسانيّة.


النص الإنجليزي:

The Greatness Which Might Be Theirs: Protection of Women's Rights
BIC Document #95-0826.7
Category: Advancement of Women


%
تقدم القراءة
- / -