الدين البهائي
"لتكن رؤيتكم عالمية ..." -- حضرة بهاء الله
"لو رزقت قليلًا من زلال المعرفة الإلهيّة لعرفت بأنَّ الحياة الحقيقيّة هي حياة القلب لا حياةُ الجسد ..." -- حضرة بهاء الله
"إن دين الله ومذهب الله يهدف إلى حفظ واتحاد واتفاق العالم والمحبة والألفة بين اهل العالم." -- حضرة بهاء الله

الأنبياء قسمان


السّؤال: إلى كم قسم تنقسم الأنبياء؟


الجواب: إنّ الأنبياء على قسمين: الأوّل الأنبياء المستقلّون المتبوعون والثّاني الأنبياء التّابعون غير المستقلّين، فالأنبياء المستقلّون هم أصحاب الشّريعة ومؤسّسو الأدوار الجديدة الّذين بظهورهم يلبس العالم خلعة جديدة ويؤسّس دين جديد وينزل كتاب جديد وهم يقتبسون الفيوضات من الحقيقة الإلهيّة بدون واسطة، نورانيّتهم نورانيّة ذاتيّة كالشّمس تضيء بذاتها لذاتها والضّياء من لوازمها الذّاتيّة وليس مقتبسة من كوكب آخر، فهؤلاء هم مطالع الأحديّة ومنابع الفيوضات الإلهيّة ومرايا ذات الحقيقة.


والقسم الثّاني من الأنبياء هم التّابعون والمروّجون، لأنّهم فروع غير مستقلّين يقتبسون الفيض من الأنبياء المستقلّين ويستفيدون نور الهداية من النبوّة الكلّيّة كالقمر الّذي لا ضياء ولا سطوع له من ذاته لذاته بل يقتبس الأنوار من الشّمس، فمظاهر النبوّة الكلّيّة المستقلّون في ظهورهم هم كحضرة إبراهيم وحضرة موسى وحضرة المسيح وحضرة محمّد وحضرة الأعلى (الباب) وحضرة بهاء الله. وأمّا القسم الثّاني من الأنبياء فهم التّابعون والمروّجون كسليمان وداود وإشعيا وإرميا وحزقيال.


فالأنبياء المستقلّون كانوا مؤسّسين، أي أسّسوا شريعة جديدة وخلقوا النّفوس خلقاً جديداً وبدّلوا الأخلاق العامّة وروّجوا مسلكاً ومنهجاً جديداً، فتجدّد الكور وتشكّل دين جديد، فظهور هؤلاء بمثابة موسم الرّبيع الذّي فيه يلبس جميع الكائنات الأرضيّة خلعاً جديدة ويحيا حياة جديدة، وأمّا القسم الثّاني من الأنبياء هم التّابعون الّذين يروّجون شريعة الله ويعمّمون دين الله ويعلون كلمة الله، وليست قدرتهم وقوّتهم من أنفسهم بل يستفيدونها من الأنبياء المستقلّين.



%
تقدم القراءة
- / -