الدين البهائي
"لتكن رؤيتكم عالمية ..." -- حضرة بهاء الله
"لو رزقت قليلًا من زلال المعرفة الإلهيّة لعرفت بأنَّ الحياة الحقيقيّة هي حياة القلب لا حياةُ الجسد ..." -- حضرة بهاء الله
"إن دين الله ومذهب الله يهدف إلى حفظ واتحاد واتفاق العالم والمحبة والألفة بين اهل العالم." -- حضرة بهاء الله

ترقّي الإنسان في العالم الآخر


اعلم أنّ كلّ موجود لا يثبت على حال واحدة، يعني أنّ جميع الأشياء متحرّكة وكلّ شيء سائر إمّا إلى النّمو وإمّا إلى الاضمحلال، فجميع الأشياء إمّا أن تأتي من العدم إلى الوجود أو تذهب من الوجود إلى العدم، مثلاً هذا الورد وهذا السّنبل استغرقا زمناً ليظهرا من العدم إلى الوجود، والآن قد أخذا في الذّهاب من الوجود إلى العدم، فهذه الحركة يقال لها حركة جوهريّة يعني طبيعيّة، ولا تنفكّ هذه الحركة عن الكائنات لأنّها من مقتضياتها الذّاتية كالإحراق فهو من المقتضيات الذّاتية للنّار، إذاً ثبت أنّ الحركة ملازمة للوجود، وهي إمّا إلى السّموّ أو إلى الدّنوّ، وعلى هذا لمّا كان الرّوح باقياً بعد الصّعود فلا بدّ وأن يكون سائراً إمّا إلى السّموّ أو إلى الدّنوّ، وعدم السّموّ في ذلك العالم هو عين الدّنوّ، ولكنّه لا يتجاوز رتبته بل إنّما يترقّى في الرّتبة نفسها، مثلاً إنّ روح حقيقة بطرس مهما تترقّى فإنّها لا تصل إلى رتبة حقيقة حضرة المسيح، بل إنّها تترقّى في دائرتها، كما تلاحظ أنّ هذا الجماد مهما ترقّى فإنّ ترقّيه لا تتعدّى رتبته، فإنّك لا تستطيع أن تصل بهذا البلّور إلى درجة يكون فيها مبصراً، فذلك مستحيل وغير ممكن، ومثلاً هذا القمر السّماوي مهما ترقّى لا يكون شمساً نورانيّة، فأوجه وحضيضه في مداره، فالحواريّون مهما ترقّوا لم يكن باستطاعتهم أن يبلغوا مكانة المسيح، نعم يمكن أن يصير الفحم ماساً ولكن كليهما موجود في الرّتبة الحجريّة وأجزاء تركيبهما واحدة.


%
تقدم القراءة
- / -