الدين البهائي
"لتكن رؤيتكم عالمية ..." -- حضرة بهاء الله
"لو رزقت قليلًا من زلال المعرفة الإلهيّة لعرفت بأنَّ الحياة الحقيقيّة هي حياة القلب لا حياةُ الجسد ..." -- حضرة بهاء الله
"إن دين الله ومذهب الله يهدف إلى حفظ واتحاد واتفاق العالم والمحبة والألفة بين اهل العالم." -- حضرة بهاء الله

حضرة الأعلى (الباب)


أمّا حضرة الباب روحي له الفداء فقد قام بالأمر في سنّ الشّباب أي لمّا مضى من عمره المبارك خمس وعشرون سنة.


ومعروف لدى جميع الشّيعة بأنّ حضرته لم يدخل مدرسة أبداً ولم يتلقَّ العلم على أحد، يشهد بذلك جميع أهل مدينة شيراز، ومع هذا فقد ظهر بغتة بمنتهى الفضل بين الخلق، ومع أنّه كان تاجراً فقد أعجز جميع علماء إيران وقام منفرداً على أمر لا يمكن تصوّر عظمته ولقد ظهرت هذه الذّات العليّة بقوّة زلزلت أركان شرائع الإيرانيّين وآدابهم وأحوالهم وأخلاقهم وتقاليدهم، مع أنّ الإيرانيّين معروفون لدى العموم بتعصّبهم الدّينيّ، ومهّد السّبيل لشريعة ودين وقوانين جديدة ومع أنّ عظماء الدّولة ورؤساء الدّين وعموم الأمّة عملوا جميعاً على محوه وإعدامه فإنّ حضرته قام منفرداً وأوجد حركة اهتزّت لها إيران، وكثير من العلماء والرّؤساء والأهالي فدوا بأرواحهم في سبيله بكمال الفرح والسّرور وأقبلوا مسرعين إلى ميدان الشّهادة، وأرادت الحكومة والأمّة وعلماء الدّين والرّؤساء أن يطفئوا نوره فلم يستطيعوا، وفي النّهاية بزغ قمره وتألّق نجمه وصار أساسه متيناً ومطلعه نوراً مبيناً، وربَّى بالتّربية الإلهيّة جمّاً غفيراً وأثّر في أفكار الإيرانيّين وأخلاقهم وأطوارهم وأحوالهم تأثيراً عجيباً، وبشّر جميع أتباعه بظهور شمس البهاء وأعدّهم للإيمان والإيقان، فظهور مثل هذه الآثار العجيبة والأعمال العظيمة وتأثيرها في جميع العقول والأفكار العموميّة ووضع أساس الرّقيّ وتمهيد مقدّمات النّجاح والفلاح من شابّ تاجر لأعظم دليل على أنّ هذا الشّخص كان مربّياً كلّيّاً ولا يتردّد المنصف في تصديق هذا أبداً.


%
تقدم القراءة
- / -