الدين البهائي
"لتكن رؤيتكم عالمية ..." -- حضرة بهاء الله
"لو رزقت قليلًا من زلال المعرفة الإلهيّة لعرفت بأنَّ الحياة الحقيقيّة هي حياة القلب لا حياةُ الجسد ..." -- حضرة بهاء الله
"إن دين الله ومذهب الله يهدف إلى حفظ واتحاد واتفاق العالم والمحبة والألفة بين اهل العالم." -- حضرة بهاء الله

معنى التّجديف على روح القدس


السّؤال: ما معنى "ومن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له وأمّا من قال على الرّوح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي."


الجواب: إنّ للحقائق المقدّسة المظاهر الإلهيّة مقامين معنويّين أحدهما مقام المظهر نفسه والذّي هو بمنزلة كرة الشّمس والآخر مقام الظّهور والتّجلّي الذّي هو بمثابة النّور والكمالات الإلهيّة والرّوح القدس، لأنّ الرّوح القدس هو الفيوضات الإلهيّة والكمالات الرّبانيّة، وهذه الكمالات الإلهيّة هي بمنزلة شعاع الشّمس وحرارتها والشّمس شمس بأشعّتها السّاطعة ولولا أشعّتها السّاطعة ما كانت شمساً، ولولا الظّهور وتجلّي الكمالات الإلهيّة في المسيح ما كان اليسوع مسيحاً، وهو من هذه الجهة مظهر لأنّه تجلّت فيه الكمالات الإلهيّة، فأنبياء الله مظاهر، لأنّ فيهم ظهرت الكمالات الرّبّانيّة يعني روح القدس، فلو أنّ نفسا أعرضت عن المظهر لجهلها وعدم عرفانها فربّما انتبهت واعترفت بأنّه هو مظهر ظهور الكمالات الإلهيّة الرّبّانيّة، أمّا لو أعرضت عن نفس الكمالات الإلهيّة التّي هي عبارة عن روح القدس فهذا دليل على أنّها خفّاش مُعرِض عن الشّمس، وهذا الإعراض عن الأنوار لا علاج له ولا غفران، يعني لا يمكن أن تتقرّب إلى اللّه فهذا السّراج سراج بهذا النّور فلولا النّور لما كان سراجاً، على أنّه لو أعرضت نفس عن أنوار السّراج فهي عمياء ولا يمكنها أن تدرك النّور، والعمى سبب الحرمان الأبديّ. ومن المعلوم أنّ النّفوس تستفيض من فيوضات روح القدس المتجلّية على المظاهر الإلهيّة لا من شخصيّة المظهر، فإذا لم تستفض نفس من فيوضات روح القدس فإنّها تكون محرومة من الفيوضات الإلهيّة، ونفس الحرمان هو عدم الغفران، ولذا فكثير ممّن كانوا أعداء لمظاهر الظّهور لعدم معرفتهم بأنّهم هم مظاهر الظهور صاروا محبّين لهم بعد ما عرفوا، إذاً ما كان العداء لمظهر الظّهور سبب الحرمان الأبديّ، لأنّهم كانوا أعداء للمشكاة لا للنّور وما كانوا يعلمون أنّ المظهر هو السّراج النّورانيّ الإلهيّ، وحينما عرفوا وأدركوا أنّ المشكاة هي مظهر الأنوار أصبحوا يحبّونها حبّاً حقيقيّاً. والمقصود هو أنّ الإعراض عن المشكاة لا يكون سبب الحرمان الأبديّ، فربّما تنتبه النّفوس وتتذكّر ولكنّ عداوة النّور هي سبب الحرمان الأبديّ وليس لها علاج.


%
تقدم القراءة
- / -