حضرة بهاء الله
صاحب الرسالة الإلهية (١٨١٧-١٨٩٢)
إعلان دعوة حضرة بهاء الله
إعلان الدّعوة في الرّضوان في ضواحي بغداد
صدر أمر الحكومة التركيّة باستدعاء حضرة بهاء الله إلى الآستانة( ) بناءً على طلب الحكومة الإيرانيّة، بعد مفاوضات كثيرة معها، ولمّا وصلت هذه الأخبار، وقع أحبّاؤه في اضطّراب، وحاصرت الدّولة منزل مولاهم المحبوب، لدرجة أنّ أسرته اتخذت حديقة نجيب باشا خارج المدينة مقرًّا لها مدّة اثني عشر يومًا، ريثما تتجهز القافلة للسّفر الطويل.
وفي اليوم الأوّل من هذه الإثني عشر يومًا (من ۲۲ إبريل (نيسان) على ٣ مايو (أيّار) سنة ١٨٦٣) أي في السّنة التّاسعة عشرة بعد إعلان بعثة حضرة الباب، أعلن حضرة بهاء الله للعديد من أتباعه البشارة بأنّه هو الموعود الذّي أخبر بظهوره حضرة الباب، وأنّه هو المختار الذّي اختاره الله والموعود الذّي أخبرت بمجيئه جميع رسل الله. وقد عرفت تلك الحديقة التّي أعلنت فيها هذه الدّعوة الشّهيرة بحديقة الرّضوان، وخلّدت ذكرى الأيّام التّي صرفها حضرة بهاء الله فيها بـ (عيد الرّضوان) الذّي يحتفل به البهائيّون سنويًا مدّة اثني عشر يومًا.
وفي أثناء تلك الأيّام، أظهر حضرة بهاء الله أعظم الفرح والرّفعة والقوّة بدلاً من الحزن والغم، وازداد أتباعه حماسًا وسرورًا، وجاءت الجموع الكثيرة لتقدّم له احترامها وإجلالها، وحضرت جميع شخصيّات بغداد، حتّى الوالي نفسه، لتكريم ذلكم السّجين قبيل رحيله.