الدين البهائي
"لتكن رؤيتكم عالمية ..." -- حضرة بهاء الله
"لو رزقت قليلًا من زلال المعرفة الإلهيّة لعرفت بأنَّ الحياة الحقيقيّة هي حياة القلب لا حياةُ الجسد ..." -- حضرة بهاء الله
"إن دين الله ومذهب الله يهدف إلى حفظ واتحاد واتفاق العالم والمحبة والألفة بين اهل العالم." -- حضرة بهاء الله

حضرة بهاء الله
صاحب الرسالة الإلهية (١٨١٧-١٨٩٢)

ثلاثة بيانات هامة لحضرة بهاء الله

ومع أن كيفية إعلان الدعوة ليست واضحة، فإن هناك لوحاً بخط يد ميرزا آقا جان موجهاً إلى آقا محمد رضا، يلقي الضوء على بعض ما نطق به حضرة بهاء الله. وطبقا لذلك فإن حضرته ذكر في اليوم الأول من الرضوان ثلاثة بيانات هامة ومحددة لأتباعه[۱]. ففي الأول نسخ حكم الجهاد في دورته وحرّم استعمال السيف حيث كان المؤمنون في دورة حضرة الباب يأخذون جانب الدفاع عن أنفسهم أمام مضطهديهم، فحرّم حضرة بهاء الله ذلك بصريح العبارة. وفي كثير من ألواحه دعا أتباعه إلى تبليغ الأمر بالحكمة والبيان وألا يثيروا من حولهم حفيظة المتعصبين، كما أمر بالحيطة والحذر في تبليغ أولئك الذين صمموا على اقتلاع الدين من جذوره وإيذاء أتباعه. وفي موضع آخر حذر أتباعه من الوقوع في أيدي الأعداء على وجه الخصوص، أما إذا واجهوا الشهادة فليقبلوها في سبيل دينهم وهو خير لهم من قتل مضطهديهم. وفي أحد ألواحه المباركة يبين بأن لسان المؤمن في تبليغ أمر الله لهو السيف الأعظم بيده، لأن ما ينطق به له من القوة والنفوذ ما يزيل حجب الجهل من القلوب. فتغيرت نظرة المؤمنين جذريا على الفور نتيجة هذا المطلب وتخلوا عن سيوفهم وأسلحتهم الأخرى بالكامل. وخلال ولايتي حضرة بهاء الله وحضرة عبدالبهاء تجرع كثير منهم كأس الشهادة بغاية الرضا دون اللجوء إلى العنف[۲]. وكثير منهم أعلن ساعة استشهاده أن دماءه هذه تشهد بأحقية دين الله لهذا العصر.


وفي كل الأحوال، لم يقصد حضرة بهاء الله أن يقف أتباعه مكتوفي الأيدي بكل بله دون الدفاع عن حياتهم. فالعدل واحد من أهم تعاليم هذه الدورة الإلهية، فقد استعمل المؤمنون كل الوسائل المشروعة لحماية أنفسهم من هجوم الأعداء. ففي أيام حضرة بهاء الله وحضرة عبدالبهاء لم يتمكن الأحباء من رفع أيدي الظلم عنهم إلا ما ندر لأن القائمين على السلطة آنذاك غالبا ما كانوا يساندون بل ويأخذون لهم دورا في جرائمهم الشنيعة. وفي وقتنا الحاضر، والشعوب آخذة بالوعي بمبادىء حقوق الإنسان، وحيثما اضطهد البهائيون بسبب عقيدتهم فإن الجامعة البهائية في العالم تبادر إلى المطالبة بالعدالة وتنصفها الحكومات المعنية وتقدم لها الحماية المناسبة.


وصدر البيان الثاني لحضرة بهاء الله في اليوم الأول من الرضوان، كما ورد في اللوح المذكور، بأنه لا مظهر إلهي بعده قبل مرور ألف سنة. وفي "الكتاب البديع" الذي أنزل في أدرنة، يؤكد على هذه الحقيقة ويشير إليها أيضا في "الكتاب الأقدس" فيما بعد بهذه العبارة:


"من يدعي أمرا قبل إتمام ألف سنة كاملة إنه كذاب مفتر نسئل الله بأن يؤيده على الرجوع إن تاب إنه هو التواب وإن أصر على ما قال يبعث عليه من لا يرحمه إنه شديد العقاب. من يأوّل هذه الآية أو يفسرها بغير ما نزل في الظاهر إنه محروم من روح الله ورحمته التي سبقت العالمين. خافوا الله ولا تتبعوا ما عندكم من الأوهام اتبعوا ما يأمركم به ربكم العزيز الحكيم".[۳]


كما نطق حضرة بهاء الله بالبيان الثالث في اليوم الأول أيضا مؤكدا أنه بمجرد نطقه بهذه الكلمات فإن كل الأسماء والصفات الربانية سوف تتجلى في مخلوقاته كافة. وبهذا قضى ضمنا بظهور هذا اليوم الجديد وسريان روح جديدة في جسد الإمكان.


%
تقدم القراءة
- / -